للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

من فوائد الحديث:

أولًا: الإشارة إلى أن من تعلق بشيء تعلقًا تامًّا صار له مثل العبد، ولذلك نجد العشاق يفخرون بأن يوصفوا بأنهم عبيد لمن عشقوهم، كما قال الشاعر:

لا تدْعُني إلا بيا عبدِها … فإنه أشرفُ أسمائي

لأنه يتلذذ بكونه رقيقًا لها.

ثانيًا: أنه ينبغي للإنسان أن يكون رضاه فيما يرضي الله وسخطه فيما يسخط الله، لا أن يكون ذلك تبعًا للدنيا؛ لأن الدنيا فانية.

ثالثًا: وفي هذا الحديث دليل على أنه ينبغي للإنسان أن يُخْرِجَ الدنيا من قلبه قبل أن تفجأه منيته، حتى لا يكون عبدًا ذليلًا لها (١).

رابعًا: وفيه ذم التقيد بالزينة الظاهرة مما يتعلق بالثياب الجميلة، لا سيما إذا كانت محرمة أو مكروهة، وعدم التعلق بتخلية الباطن عن الأوصاف الدنية، وتحليتها بالنعوت الرضية، فإن من لبس الحرير في الدنيا لم يلبسه في الآخرة، ومن رقَّ ثوبه رقَّ دينُه (٢).

خامسًا: وفيه فضل الجهاد في سبيل الله على وجه الصدق والإخلاص.

سادسًا: وفيه فضل الحراسة والساقة.

ثامنًا: وفيه فضل الخمول عن طلب الدنيا والزهد فيها.


(١) ينظر: فتح ذي الجلال والإكرام لابن عثيمين (٦/ ٣٣٢).
(٢) ينظر: مرقاة المفاتيح للهروي (٨/ ٣٢٢٩).

<<  <   >  >>