للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

يَمَسُّهُمُ السُّوءُ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ﴾ [الزمر: ٦١]، وقال تعالى: ﴿وَهُوَ يَتَوَلَّى الصَّالِحِينَ﴾ [الأعراف: ١٩٦]، وغير ذلك من الآيات.

سادسًا: في قوله: «كنت سمعه الذي يسمع به»، وقوله: «وبصره الذي يبصر به» .. إلخ، أي: أنه يسدده في جوارحه وفي أقواله وأفعاله؛ فحينئذ: لا ينطق العبد الا بذكره، ولا يتحرك إلا بأمره، فإن نطق نطق بالله، وإن سمع سمع به، وإن نظر نظر به، وإن بطش بطش به (١).

سابعًا: وفيه أن الإيمان والتقوى وسيلة كل خير، ومن ذلك إجابة الدعاء، والإعاذة من كل مكروه، كما قال: «وإن سألني لأعطينه» مطلوبه «ولإن استعاذني لأُعِيذَنَّه» من كل مكروه (٢).

ثامنًا: ويؤخذ من هذا الحديث: ألَّا يحكم لإنسان آذى وليًّا، ثم لم يعاجل بمصيبة في نفسه أو ماله أو ولده بأنه سلم من انتقام الله؛ فقد تكون مصيبته في غير ذلك مما هو أشد عليه؛ كالمصيبة في الدين مثلًا (٣).


(١) ينظر: جامع العلوم والحكم لابن رجب (٢/ ٣٤٧).
(٢) ينظر: التنوير شرح الجامع الصغير للصنعاني (٣/ ٣١٤).
(٣) ينظر: فتح الباري لابن حجر (١١/ ٣٤٦).

<<  <   >  >>