للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ففيه البركة ولأمته فيه أكرم الأسوة، إنما خصَّ البكور بالدعاء من بين سائر الأوقات؛ لأنه وقت يقصده الناس بابتداء أعمالهم، وهو وقت نشاط وقيام من دعةٍ فخصه بالدعاء لينال بركة دعوته جميع أمته (١).

وقد ورد عن ابن عباس أنه رأى ابنًا له نائمًا نومة الصبحة فقال له: قم؛ أتنام في الساعة التي تقسم فيها الأرزاق (٢).

ولا شك أن النوم بعد صلاة الفجر جائز، بمعنى أنه لا يأثم فاعله، ولو لم يكن محتاجًا إليه، ولكن كرهه بعض أهل العلم نظرًا لما يترتب عليه من آثار صحية وغيرها، إلا إذا كان لحاجة.

قال ابن القيم (٣): (نوم الصبحة يمنع الرزق لأن ذلك وقت تطلب فيه الخليقة أرزاقها وهو وقت قسمة الأرزاق فنومه حرمان إلا لعارض أو ضرورة). انتهى.

وقال أيضًا (٤): (ونوم النهار رديء يورث الأمراض الرطوبية والنوازل، ويفسد اللون، ويورث الطحال، ويرخي العصب، ويكسل، ويضعف الشهوة إلا في الصيف وقت الهاجرة، وأردؤه نوم أول النهار، وأردأ منه النوم آخره بعد العصر).

وقال الحافظ ابن حجر (٥): (وقد ورد أن الرزق يقسم بعد صلاة


(١) ينظر: التوضيح لشرح الجامع الصحيح لابن الملقن (١٨/ ٥٣).
(٢) ينظر: غذاء الألباب شرح منظومة الآداب للسفاريني الحنبلي (٢/ ٣٥٥).
(٣) ينظر: زاد المعاد لابن القيم (٤/ ٢٢٢).
(٤) ينظر: المرجع السابق (٤/ ٢٢١).
(٥) ينظر: فتح الباري لابن حجر (٢/ ٣٧).

<<  <   >  >>