هذا الحديث يتعلق بفضائل بعض أعمال البر العظيمة كالصلاة والصيام والصدقة والجهاد، وأن لكل عمل من هذه الأعمال باب من أبواب الجنة يدخل منه المكثر من هذا العمل.
قال ابن عبد البر ﵀(١): (وفي هذا الحديث من الفقه والفضائل: الحضُّ على الإنفاق في سبيل الخير، والحرص على الصوم، وفيه أن أعمال البر لا يفتح في الأغلب للإنسان الواحد في جميعها، وأن من فتح له في شيء منها حُرم غيرها في الأغلب، وأنه قد تفتح في جميعها للقليل من الناس، وأن أبا بكر الصديق ﵁ من ذلك القليل.
وفيه أن من أكثر من شيء عرف به ونسب إليه، ألا ترى إلى قوله:«فمن كان من أهل الصلاة»: يريد من أكثر منها فنسب إليها، لأن الجميع من أهل الصلاة، وكذلك من أكثر من الجهاد ومن الصيام على هذا المعنى ونسب إليه، دعي من بابه ذلك والله أعلم.
ومما يشبه ما ذكرنا ما جاوب به مالكٌ ﵀ العمريَّ العابد وذلك أن عبد الله بن عبد العزيز العمريَّ العابد كتب إلى مالك يحضُّه إلى الانفراد والعمل، ويرغب به عن الاجتماع إليه في العلم، فكتب إليه مالك: إن الله ﷿ قسم الأعمال كما قسم الأرزاق، فرب رجل فتح له في الصلاة، ولم يفتح له في الصوم، وآخر فتح له في الصدقة، ولم يفتح له في الصيام، وآخر فتح له في الجهاد، ولم يفتح له في الصلاة.