خامسًا: فيه الحث على اغتنام الأوقات في الطاعة والاستكثار من أفعال البر ليكون دخوله من جميع أبواب الجنة أو من أغلبها، أو من أحدها، فقد فاز في كل الأحوال.
قال القاضي ابن العربي ﵀(١): (قول أبي بكر الصديق ﵁: (ما على من يدعى من هذه الأبواب من ضرورة)، يقول: ما على من يدعى من باب واحد من كل هذه الأبواب من ضرورة، وقد فاز ونجا.
وهذا لا يكون -والله أعلم- إلا لمن جاهد في سبيله، وأنفق ذلك في مرضاته، ولزم الثغر للرباط، والحرس للمسلمين والحوطة عليهم، وكان عبد الله بن المبارك ينشد في ذلك:
كل عيش قد أراه نكدًا … غير ركن الرمح في ظلِّ الفرس
وقيامٌ في ليالي الدُّجى … حارسًا للناس في أقصى الحرس
أرفع الصوتَ بتكبير بلا … صخب فيه ولا صوت جرس
(١) ينظر: المسالك شرح موطأ مالك لأبي بكر بن العربي (٥/ ١٢٥).