للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

«لا يدخل الجنة ولد الزنى، ولا يدخل العاق الجنة، ولا منان» (١)، يريد جنة دون جنة) (٢).

وقال في مرقاة المفاتيح (٣): («لا يدخل الجنة»: أي: دخولًا أوليًّا مع الناجين؛ بل بعد عذابٍ بقدر أكله للحرام ما لم يُعْفَ عنه، أو لا يدخل منازله العليَّة.

أو المراد: ألَّا يدخلها أبدًا إن اعتقد حلَّ الحرام، وكان معلومًا من الدين بالضرورة.

أو المراد به: الزجر والتهديد والوعيد الشديد، ولذا لم يقيده بنوع من التقييد.

«لحم»: أي صاحب لحم.

«نبت من السحت»: بضم السين والحاء وسكونها: الحرام، لأنه يسحت البركة، أي: يذهبها.

وأسند عدم دخول الجنة إلى اللحم لا إلى صاحبه إشعارًا بالعِلِّيَّة، وأنه خبيث لا يصلح أن يدخل الطيبَ، لأن الخبيث للخبيث، ولذا أتبعه بقوله: «وكل لحم نبت من سحت كانت النار»، وفي نسخة: «كان النار أولى به»، أي: من الجنة؛ لتطهره النار عن ذلك بإحراقها إياه.

وهذا على ظاهر الاستحقاق، أما إذا تاب، أو غفر له من غير توبة وأرضى خصومه، أو نالته شفاعة شفيع، فهو خارج من هذا الوعيد).


(١) أخرجه ابن حبان في صحيحه برقم (١٧٢٣)، قال شعيب الأرنؤوط: إسناده صحيح على شرط مسلم.
(٢) ينظر: التعليقات الحسان على صحيح ابن حبان للألباني (٢/ ٢٥٧).
(٣) ينظر: مرقاة المفاتيح للهروي (٥/ ١٨٩٩) رقم (٢٧٧٢).

<<  <   >  >>