للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وفي الترمذي (١): الحواري: الناصر.

وقال عبد الرزاق (٢) عن معمر: قَالَ قتادة: الحواري: الوزير.

قال الحافظ ابن حجر (٣): (وفيه جواز سفر الرجل وحده، وأن النهي عن السفر وحده إنما هو حيث لا تدعو الحاجة إلى ذلك).

وقال ابن بطال (٤): (وأما قصة الزبير فإنما هي ليعرف أمر العدو، والواحد الثابت في ذلك أخفى على العدو، وأقرب إلى التجسس بالاختفاء والقرب منهم، مع ما علم الله من نيته والتأييد عليها، فبعثه واثقًا بالله، ومع أن الوحدة ليست محرمة، وإنما هي مكروهة؛ فمن أخذ بالأفضل من الصحبة فهو أولى، ومن أخذ بالوحدة فلم يأت حرامًا).

وجمع المهلب بين الحديثين فقال (٥): (وليس بينهما تعارض لاختلاف المعنى في الحديثين؛ وهو أن الذي يسافر وحده لا يأنس بأحد ولا يقطع طريقه بمحدث يهون عليه مؤونة السفر، كالشيطان الذي لا يأنس بأحد ويطلب الوحدة ليغويه.

وأما سفر الزبير فليس كذلك، لأنه كان كالجاسوس يتجسس على قريش ما يريدون من حرب النبي ، ولا يناسبه إلا الوحدة، على أنه


(١) سنن الترمذي (٥/ ٦٤٦)، وهو كذلك في صحيح البخاري (٤/ ٥٧).
(٢) ينظر: تفسير عبد الرزاق (١/ ١٩٣).
(٣) ينظر: فتح الباري (٦/ ٥٣).
(٤) ينظر: شرح صحيح البخاري لابن بطال (٥/ ١٥٥).
(٥) ينظر: عمدة القاري للعيني (١٤/ ١٤٢)، والتوضيح لشرح الجامع الصحيح لابن الملقن (١٧/ ٤٩٤).

<<  <   >  >>