للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

(والظاهر من الحديث أن النهي وارد على من يسافر في الطرق الخالية الموحشة، أما الطرق الآهلة، والتي يأمن فيها المرء ألا تنقطع به السبيل، ولا يعدم معينًا ولا أنيسًا، فلا يرد الكراهة ولا النهي عنه، ومثله السفر في أيامنا هذه في الطائرات أو السفن أو الحافلات، لأن من فيها كلها يعتبرون رفقة، فلم يتحقق وصف الوحدة المنهي عنه.

قال الشيخ ابن عثيمين في فتاوى نور على الدرب (١): وهذا يدل على الحذر من سفر الإنسان وحده، ولكن هذا في الأسفار الذي لا يكون طريقها مسلوكًا بكثرة، وأما الأسفار الذي يكون طريقها مسلوكًا بكثرة وكأنك في وسط البلد، مثل طريق القصيم الرياض، أو الرياض الدمام، وما أشبه ذلك من الطرق التي يكثر فيها السالكون، ومثل طريق الحجاز في أيام المواسم، فإن هذا لا يعد انفرادًا في الحقيقة؛ لأن الناس يمرون به كثيرًا، فهو منفرد في سيارته وليس منفردًا في السفر، بل الناس حوله ووراءه وأمامه في كل لحظة. انتهى.

وقال الشيخ الألباني في تعليقه على هذا الحديث (٢): ولعل الحديث أراد السفر في الصحاري والفلوات التي قلما يرى المسافر فيها أحدًا من الناس، فلا يدخل فيها السفر اليوم في الطرق المعبدة الكثيرة المواصلات، والله أعلم). انتهى.


(١) ينظر: الموقع الرسمي للشيخ ابن عثيمين :
https:// binothaimeen.net/ content/ ٩٦٩٥? q ٢=%D ٩%٨ A%D ٨%AF%D ٩%٨٤%٢٠%D ٨%B ٩%D ٩%٨٤%D ٩%٨٩%٢٠%D ٨%A ٧%D ٩%٨٤%D ٨%AD%D ٨%B ٠%D ٨%B ١%٢٠%D ٩%٨٥%D ٩%٨٦%٢٠%D ٨%B ٣%D ٩%٨١%D ٨%B ١%٢٠%D ٨%A ٧%D ٩%٨٤%D ٨%A ٥%D ٩%٨٦%D ٨%B ٣%D ٨%A ٧%D ٩%٨٦%٢٠%D ٩%٨٨%D ٨%AD%D ٨%AF%D ٩%٨٧
(٢) ينظر: السلسلة الصحيحة (١/ ١٣٢)، برقم (٦١).

<<  <   >  >>