للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

سليمان المنطقيّ: هذا احسن ما يمكن ان يقال في هذا الباب. ومنهم مسكويه ابو عليّ الخازن [١] من كبار فضلاء العجم واجلّاء فارس له مشاركة حسنة في العلوم الادبيّة والعلوم القديمة كان خازنا للملك عضد الدولة بن بويه مأمونا لديه أثيرا عنده. وله تصانيف في العلوم ومناظرات ومحاضرات. وقال ابو عليّ بن سينا في بعض كتبه وقد ذكر مسألة فقال: وهذه المسألة حاضرت بها أبا عليّ مسكويه فاستعادها كرّات وكان عسر الفهم فتركه ولم يفهمها على الوجه. وعاش زمانا طويلا الى ان قارب سنة عشرين واربعمائة.

وحكي ان عضد الدولة لما قدم الى بغداد قيل له عن ابي الفضل جعفر بن المكتفي بالله انه من أولاد الخلفاء وانه فاضل كبير القدر عالم بعلوم متعددة من علوم الأوائل متحقق بذلك اتمّ تحقيق. فاشتاقت نفسه اليه فسيّر اليه سرا وكان يجتمع به خفية ويأتيه في خفّ وازار فإذا حصل في داره أقعده في موضع خال بغير إزار. فإذا خلا عضد الدولة استدعاه فإذا شاهده تطاول له في القيام وأكرمه وخلا به وسأله عن فنّه في علم احكام النجوم واخبار الحدثان فيخبره من ذلك بما يعجب منه ولا يبعد وقوعه. وتوفّي جعفر هذا سنة سبع وسبعين وثلاثمائة. ومن جملة من اختص بشرف الدولة بن عضد الدولة من الحكماء احمد بن محمد الصاغاني ابو حامد كان فاضلا في الهندسة وعلم الهيئة وكان ببغداد يحكم الآلات الرصديّة غاية الأحكام. ولما بنى شرف الدولة بيت الرصد في طرف بستان دار المملكة وتقدّم برصد الكواكب السبعة واعتمد في ذلك على ويجن [٢] الكوهي ورصد وكتب مختصرين بصورة الرصد كان ممن شاهد ذلك وكتب خطّه بتصحيح نزول الشمس في برجين احمد بن محمد المنطقي الصاغاني. ومات احمد هذا سنة تسع وسبعين وثلاثمائة ببغداد. واما ويجن بن وشم [٣] ابو سهل الكوهي فكان حسن المعرفة بالهندسة وعلم الهيئة متقدما فيهما الى الغاية المتناهية. وكان رصده لحلول الشمس برجي السرطان والميزان سنة ألف ومائتين وتسع وتسعين للإسكندر. وكان من جملة من حضر هذين الرصدين من العلماء ابرهيم بن هلال بن ابرهيم بن زهرون [٤] الصابئ صاحب الرسائل اصل سلفه من حرّان ونشأ ببغداد وتأدّب بها وكان بليغا في صناعتي النظم والنثر وله يد طولى في علم الرياضية وخصوصا في الهندسة والهيئة وله فيهما مصنفات. وديوان رسائله مجموع. وخدم


[١-) ] الخازن ر الحرث.
[٢-) ] ويجن ر ويجي ر يحيى.
[٣-) ] ويجن بن وشم ر ويحيى بن وسم.
[٤-) ] زهرون ر هارون.