الكتب. الثاني في ان الذي علم المطالب من الكتب علما رديئا شكوكه بحسب علمه يعسر حلّها. الثالث في ان اثبات الحق في عقل لم يثبت فيه المحال أسهل من إثباته عند من ثبت في عقله المحال. الرابع في ان من عادات الفضلاء عند قراءاتهم كتب القدماء ان لا يقطعوا في مصنّفها بطعن إذا رأوا في المطالب تباينا وتناقضا لكن يخلدوا الى البحث والتطلّب. الخامس في مسائل مختلفة صادرة عن براهين صحيحة من مقدمات صادقة يلتمس أجوبتها بالطريقة البرهانية. السادس في تصفّح مقالته في المباهلة التي ضمن فيها: انني اسأله ألف مسئلة ويسألني مسألة واحدة. السابع في تتبّع مقالته في النقطة الطبيعية والتعيين على موضع الشبهة في هذه التسمية. وختم الرسالة بقوله:
وليتحقق ان اللذة بمضغ الكلام لا تفي بغصّة الجواب. فان لنا موقف حساب. ومجمع ثواب وعقاب. يتظلم فيه المرضى الى خالقهم. ويطالبون الأطباء بالاغلاط القاضية في هلاكهم. وانهم لا يسامحون الشيخ كما سامحته بسبّي ولا يغضون عنه كما اغضيت عن ثلب عرضي. فليكن من لقائهم على يقين. ويتحقق انهم لا يرضون منه الا بالحق المبين. والله يوفقنا وإياه للعمل بطاعته والتقرّب اليه بابتغاء مرضاته وهو حسبي ونعم الوكيل. وذكر ابن بطلان في الفصل الرابع من رسالته الى ابن [١] رضوان حكاية ظريفة وجب إيرادها ههنا قال: انني حضرت مع تلميذ من تلامذة الشيخ يعني الشيخ ابن رضوان ظاهر التجمّل بادي الذكاء ان صدقت الفراسة فيه بحضرة الأمير ابي عليّ ابن جلال الدولة بن عضد الدولة فناخسرو في حمّى نائبة أخذت اربعة ايام ولا تبدو ببرد وتقشع بنداوة وقد سقاه ذلك الطبيب دواء مسهلا وهو عازم على فصده من بعد على عادة المصريّين في تأخير الفصد بعد الدواء واطعام المريض القطائف بجلّاب في نوب الحمّى. فسألت الطبيب مستخبرا عن الحمّى. فقال بلفظة المصريين: نعم سيدي حمّى يوم مركبة من دم وصفراء نائبة اربعة ايام فلما سقيناه الدواء تحلّل الدم وبقيت الصفراء ونحن على فصده لنأمن الصفراء بمشيئة الله. فذهبت لا اعلم مما اعجب أمن كون حمّى يوم تنوب في اربعة ايام بعلامات المواظبة أم من كونها من أخلاط مركبّة أم من الدواء الذي حلّل الدم الغليظ وترك الصفراء اللطيفة. وما اشبّه ذلك من حكايته الا بما سمعت بأنطاكية ان طبيبا روميّا شارط مريضا به غبّ خالصة على برئه دراهم معلومة وأخذ في تدبيره بما غلظ المادة فصارت شطر غب بعد ما كانت خالصة.
فأنكروا ذلك عليه وراموا صرفه فقال: انني استحق نصف الكراء لان الحمّى ذهب