للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

عالما بعلوم الأوائل مذكورا في بلد خراسان له كنّاش يعرف بالمائة كتاب مشهور.

مات وعمره أربعون سنة.

وفي سنة خمس وثلثين واربعمائة توفّي ابو الفرج عبد الله بن الطيّب وهو عراقي فيلسوف فاضل مطّلع على كتب الأوائل وأقاويلهم وعني بشروح الكتب القديمة في المنطق وانواع الحكمة من تآليف ارسطوطاليس ومن الطبّ كتب جالينوس وبسط القول في الشروح بسطا شافيا قصد به التعليم والتفهيم. قال القاضي الأكرم جمال الدين القفطي رحمه الله: لقد رأيت بعض من ينتحل هذه الصناعة يذمّ أبا الفرج بن الطيّب بالتطويل وكان هذا العائب يهوديا ضيّق الفطن قد وقف مع عبارة ابن سينا. فامّا انا وكل مصنّف فلا يقول الا ان أبا الفرج بن الطيّب قد أحيا من هذه العلوم ما دثر وابان منها ما خفي. وقد تلمذ له جماعة سادوا وافادوا منهم المختار بن الحسن بن عبدون المعروف بابن بطلان. قال ابن بطلان: ان شيخنا ابو الفرج ابن الطيّب بقي عشرين سنة في تفسير ما بعد الطبيعة ومرض من الفكر فيه مرضة كان [١] تلفّظ نفسه فيها وهذا يدلّك على شدّة حرصه واجتهاده وطلب العلم لعينه [٢] . وابن بطلان هذا فهو طبيب نصرانيّ بغداديّ وكان مشوّه الخلقة غير صبيحها كما شاء الله منه وفضل في علم الأوائل وكان يرتزق بصناعة الطب وخرج عن بغداد الى الموصل وديار بكر ودخل حلب وأقام بها مدّة وما حمدها وخرج عنها الى مصر فأقام بها مدّة قريبة واجتمع بابن رضوان المصريّ الفيلسوف في وقته وجرت بينهما منافرة احدثتها المغالبة في المناظرة. وخرج ابن بطلان عن مصر مغضبا على ابن رضوان وورد انطاكية وأقام بها وقد سئم كثرة الاسفار وضاق عطنه عن معاشرة الأغمار فغلب على خاطره الانقطاع فنزل بعض الاديرة [٣] بأنطاكية وترهّب وانقطع الى العبادة الى ان توفي سنة اربع وأربعين واربعمائة. ومن مشاهير تصانيف ابن بطلان كتاب تقويم الصحة مجدول [٤] وكتاب دعوة الأطباء مقامة ظريفة. ورسالة اشتراء الرقيق. ولمّا جرى لابن بطلان بمصر مع ابن رضوان ما جرى كتب اليه ابن بطلان رسالة يقطعه فيها ويذكر معايبه ويشير الى جهله بما يدّعيه من علم الأوائل ورتّبها على سبعة فصول الاول فضل من لقي الرجال على من درس في


[١-) ] كان ر كاد.
[٢-) ] لعينه ر بعينه.
[٣-) ] الاديرة ر الديرة.
[٤-) ] مجدول ر بجدول.