للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وأصحابه وخلع عليهم وجلس على التخت وأسقط خطبة السلطان محمد وخطب لنفسه واحسن الى العسكر ورفع الرسوم المحدثة في الظلم ثم سار عنها الى جاولي وهو بالرحبة والتقيا على نهر الخابور فهزم اصحاب جاولي اصحاب قلج ارسلان وألقى قلج ارسلان نفسه في الخابور وحمى نفسه من اصحاب جاولي بالنشاب فانحدر به الفرس الى ماء عميق فغرق. وظهر بعد ايام فدفن بالشمسانية. وسار جاولي الى الموصل وملكها. وفي سنة اثنتين وخمسمائة استولى مودود وعسكر السلطان محمد على الموصل وأخذوها من اصحاب جاولي. وفي سنة ثلث وخمسمائة سار تنكري الفرنجي صاحب انطاكية الى الثغور الشامية فملك طرسوس واذنة ونزل على حصن الأكراد فسلّمه اهله اليه. وملك الفرنج مدينة بيروت وكانت بيدّ نوّاب الخليفة العلوي. وفي سنة ستّ في المحرّم سار الأمير مودود صاحب الموصل الى الرها فنزل عليها ورعى عسكره زروعها ورحل عنها الى سروج وفعل بها كذلك ولم يحترز من الفرنج بل اهملهم فلم يشعر الا وجوسلين صاحب تلّ باشر قد دهمهم وكبسهم وكانت دوابّ العسكر منتشرة في المرعى فأخذ كثيرا منها وقتل كثيرا من العسكر وعاد الى تلّ باشر. وفيها مات باسيل الارمني صاحب دروب بلاد ابن لاون وهو المسمّى كوغ باسيل اي اللص باسيل لأنه سرق عدّة قلاع من الثغور فتملكها الأرمن الى الآن. وفي سنة سبع وخمسمائة اجتمع المسلمون وفيهم الأمير مودود بن التون تكش [١] صاحب الموصل ودخلوا بلاد الفرنج والتقوا عند طبرية واشتدّ القتال وصبر الفريقان. ثم ان الفرنج انهزموا فأذن الأمير مودود للعساكر في العود والاستراحة ثم الاجتماع في الربيع. ودخل دمشق ليقيم بها عند طغدكين [٢] صاحبها الى الربيع فدخل الجامع ليصلّي فيه فوثب عليه باطنيّ كأنه يدعو له ويتصدّق منه فضربه بسكين فجرحه اربع جراحات فمات من يومه. وقتل الباطنيّ وأخذ رأسه فلم يعرفه احد فأحرق. وفي سنة احدى عشرة في ذي الحجة مرض السلطان محمد بن ملكشاه ابن ألب ارسلان فلما أيس من نفسه احضر ولده محمودا وقبّله وبكى كل واحد منهما وامره ان يخرج ويجلس على تخت السلطنة وعمره إذ ذاك قد زاد على اربع عشرة سنة.

فقال لوالده انه يوم غير مبارك يعني من طريق النجوم. فقال: صدقت ولكن على أبيك واما عليك فمبارك بالسلطنة. فخرج وجلس على التخت بالتاج والسوارين. وكان


[١-) ] س التونطاش.
[٢-) ] ويروى طغتكين. ويروى: طغركين بالراء بدل الدال وهو تصحيف.- س ظغتكين.