للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الروم وغيرها من الولايات الشرقية لركن الدين. واقطعا لعلاء الدين الأخ الصغير من الاملاك الخاصّة ما يكفيه وضربوا السكة باسم الثلاثة وكتبوا السلاطين الأعاظم عزّ وركن وعلاء.

وفي سنة سبع وأربعين وستمائة توفيت توراكينا خاتون امّ كيوك خان فتشاءم [١] كيوك خان بذلك المقام ورحل عنه متوجها الى البلاد الغربية. ولما وصل الى ناحية قمستكي وبينها وبين مدينة بيش بالغ خمس مراحل أدركه اجله في تاسع ربيع الآخر فأرسلت زوجته المسمّاة اغول غانميش رسولا الى باتوا وأعلمته بالقضية وتوجهت هي الى جانب قوتاق وايميل وأقامت بالمكان الذي كان يقيم به كيوك خان أولا. فسيّرت سرقوتني بيكي زوجة تولي خان وهي اكبر الخواتين يومئذ إليها رسولا تعزّيها وحمل إليها ثيابا وبوقتاقا [٢] . وفيها سار باتوا من بلاده الشمالية متوجها الى المشرق ليجتمع بكيوك خان لأنه كان يلجّ اليه بالمسير اليه فلما وصل الى موضع يقال له الاقماق وبينه وبين مدينة قياليق [٣] ثماني مراحل بلغه وفاة كيوك خان فأقام هناك وسيّر رسولا الى اغول غانميش زوجة كيوك خان واذن لها بالتصرّف في الممالك الى ان يقع الاتفاق على من يصلح ان يلي الأمر وأرسل ايضا الى الجوانب ليجتمع الأولاد والعشائر والأمراء.

وفيها خرج ريدافرنس [٤] ملك فرنجة قاصدا للديار المصرية فجمع عساكره فأرسلها وراجلها جموعا عظيمة وأزاح عليهم فسار عن بلاده بأموال جزيلة وأهبة جميلة وأرسى بعكّا وانبثّ أصحابه في جميع بلاد الساحل. فلمّا استراحوا جاءوه حاشدين حافلين وساروا في البحر الى دمياط وملكوها بغير تعب ولا قتال لان أهلها لم بلغهم ما هم عليه الفرنج من القوة والكثرة والعدّة الكاملة هالهم أمرهم فرحلوا عنها مخفّين. فوصل إليها الفرنج ولقوها خالية عن المقاتلين غير خاوية من الأرزاق فدخلوا وغنموا ما فيها من الأموال. وكان الملك الصالح بن الملك الكامل صاحب مصر يومئذ بالشام يحاصر مدينة حمص. فلما سمع بذلك بأنّ الفرنج قد ملكوا دمياط رحل عن حمص وسار مسرعا الى الديار المصرية ومرض في الطريق وعند وصوله الى المنصورة عرض له في فخذه الداء الذي يسمونه


[١-) ] ويروى: فسئم.
[٢-) ] ويروى: بوقتايا.
[٣-) ] قياليق س قياليغ [؟] .
[٤-) ] ريدافرنس لفظة مركّبة معناها عند الفرنج ملك فرنسا وقد أراد بها الملك لويس التاسع.