أوقاف مدرسة البيهقي وعمارتها وتعهد مرمتها وقد أذن فيها سنين ووعظ المسلمين وذكرهم الأذكار في الليالي على المأذنة وقام بذلك حسبة وسعى في سائر الخيرات
وكان يأخذ صدقات الرؤساء والتجار ويوصلها إلى المستحقين والمستورين من ذوي الحاجات والأرامل واليتامى وأولي الضرر
ويقيم مجالس الحديث ويقرأ عليه وكان إذا فرغ يجمع ويصنف ويفيد شكر الله سعيه في الدين ولو ذهبت أشرح ما رأيت منه من هذه الأجناس لسودت أوراقا جمة وما انتهيت إلى استيفاء ذلك
وقد سمعت منه كتبا جمة منها كتاب حلية الأولياء للشيخ أبي نعيم بتمامه ومسند الطيالسي ومعجم الطبراني والأربعينات من جمعه والأحاديث الألف ومن المتفرقات ما يعسر ضبطه وحصره
كان يروي عن السيد أبي الحسن العلوي وأبي نعيم الأسفرايني والزيادي وعبد الله بن يوسف وأبي زكريا المزكي وأبي عبد الرحمن السلمي وابن فورك وأصحاب الأصم كالقاضي أبي بكر وأبي سعيد الصيرفي وأبي القاسم السراج ثم مشايخ جرجان والري والعراق والحجاز
وما تفرغ لعقد الإملاء من كثرة ما هو بصدده من الأشغال والقراءة عليه
ولد سنة ثمان وثمانين وثلاثمائة ولم يدرك اسناد السراج عن المخلدي والخفاف مع إمكانه له
وتوفي يوم الاثنين التاسع من شهر رمضان سنة سبعين وأربع مائة
[٢٣٩ - أبو الحسن الكيالي]
أحمد بن عبد الرحمن بن محمد بن أبي الحسين وأبو الحسين الكيالي المقرئ شيخ مشهور ثقة رجل من الرجال ذو الرأي الصائب والتدريس النافع والأمانة والصيانة والثروة من الضياع
كنا نزوره ونقرأ عليه الأجزاء من تصانيف ابن أبي الدنيا وغيره
وكان يحدث عن أبي نصر محمد بن الفضل بن عقيل والزيادي وابن يوسف