أحمد بن علي بن عبد الله بن عمرو بن خلف أبو بكر بن أبي الحسن الشيرازي الأديب الصوفي فاضل نسيب مشهور ثقة
سمعه أبوه أبو الحسن بن خلف من مشايخ عصره قديما وطاف به عليهم حتى أدرك الأسانيد العالية
فسمع من الحاكم أبي عبد الله الحافظ والزيادي وبن يوسف وابن فورك والقاضي أبي زيد والجولكي والسهمي والقاضي أبي بكر الجرجاني وأبي يعلى المهلبي ثم أصحاب الأصم كالحيري والصيرفي وأبي زكريا المزكي والطبقة وقد سمع من القاضي أبي الهيثم وأبي سعد الواعظ الخركوشي وعبد الخلاق المؤذن والسيد ظفر وأبي محمد بن المومل وغيرهم من كبار المشايخ
ثم حصل على حظ وافر من العربية وتخرج فيها وحفظ حكايات المحاورة والأشعار المليحة
وعاش عيشا طويلا في كمال العفة والورع والقوت الحلال وقصر اليد عن الشبهة وأخذ الطريقة عن زين الإسلام أبي القاسم وتحقق في الإرادة وعرف مجاري أهل التصوف ومقاماتهم وأحوالهم واتفق له الرواية الكثيرة
وعقد مجلس الإملاء في المدرسة النظامية يوم الجمعة بعد الصلاة وأملى سنين
ولم أر في المشايخ الذين سمعنا منهم أكثر إتقانا ولا أضبط في الرواية منه
فقد قرأت عليه أكثر من خمس عشرة سنة تفاريق المسموعات والكتب والإملاء وكان راغبا في قراءتي لا يسامح في أن يفوته مما يقرأ عليه كلمة لم يسمعها ولم يفهمها على مبلغ الإمكان ويراجع في المشكلات ويبالغ في الوقوف على المعاني مايسعه
ورأيت منه عجائب في خدمة زين الإسلام والتقرب إليه ومباسطة مجلسه بما