محمود بن سبكتيكن الأمير شمس الدولة وأمين الملة أبو القاسم بن ناصر الدين أبي منصور وإلى خراسان أربعين سنة
رجل علي الجد ميمون الإسم مبارك الدولة والنوبة على الرعية صادق النية في إعلاء كلمة الله المظفر في الغزوات والفتوح
قد صنف في أيامه ومبادئ أموره وأمور أبيه وغزواته وأسفاره تواريخ وتصانيف وحفظت حركاته وسكناته وأيامه وأحواله لحظة لحظة وكانت مستغرقة في الخيرات ومصالح الرعية وما خلت سنة من سني ملكه عن سفر وغزوة
وكان متيقظا وذكي القلب بعيد الغور موفق الرأي والنظر في الأمور يسر الله له من الأسباب والأمور والعساكر والجنود والهيبة والحشمة في القلوب ما لم يره أحد
قدم نيسابور قدمات وظهرت بيمن دولته آثار حسنة ورسوم مرضية
وكان مجلسه مورد العلماء ومقصد الأئمة والقضاة يعرف لكل واحد حقه ويخاطبه بما يستحقه ويستدعي الأكابر والصدور والعلماء من كل فن إلى حضرة غزنة ويبوئهم من ظله وإنعامه وإكرامه المحل الرفيع ويصلهم بالصلات السنية
ولست أشك أنه قد توسل المتوسلون إلى مجلسه وتقربوا إليه بالحديث وسمعوا الروايات
توفي بغزنة في جمادى الأولى سنة إحدى وعشرين وأربعمائة