عصرها من لم ير نظيرها في سيرتها من العهود السالفة الماضية
نشأت في تربية أبيها وتعليمه وتأديبه وتهذيبه وتلقينه إياها الإعتقاد وآداب الصوفية وكلمات التوحيد
وكانت حافظة لكتاب الله تقرأه إناء الليل والنهار وعارفة بالكتاب
عقد لها أبوها مجلس التذكير وحفظها المجالس لعزتها عليه ولم يكن له إذ ذاك ابن فكان إقباله على هذه البنت
ولدت سنة إحدى وتسعين وثلاثمائة وهي السنة التي بنا فيها المدرسة المباركة ولما ترعرعت زوجها من الإمام زين الإسلام بعد أن استجمعت أنواع الفضائل
وسمعت من أبي نعيم الأسفرايني ومن السيد أبي الحسن العلوي والحاكم أبي عب الله الحافظ وعبد الله بن يوسف وأبي علي الروذباري عن ابن داسة عن أبي داود السجستاني وعن أبي عبد الرحمن السلمي ثم عن الطبقة الثانية كالشيخ أبي عبد الله ابن باكويه وخرج لها الفوائد وقرئ عليها الكثير
وكانت بالغة في العبادة والإجتهاد مستغرقة الأوقات في الطهارة والصلاة ورزقت الأولاد الستة من الذكور والإناث أفراد عصرهم
عاشت في الطاعة تسعين سنة ما عرفت ما ورثته من أبيها وأمها وما شرعت في الدنيا فكان زين الإسلام يقول بالسعي فيما كان لها
توفيت صحوة الخميس الثالث عشر من ذي القعدة سنة ثمانين وأربعمائة
[١٤٣٢ - أم الخير البغدادية]
فاطمة بنت علي بن المظفر بن الحسين البغدادي أم الخير امرأة صائنة صالحة سمعها أبوها علي البغدادي من الطبقة الثانية كأبي الحسين عبد الغافر الفارسي وأبي