الأمة وبحر العلوم وصدر القروم قرة عين زين الإسلام وثمرة فؤاده وهو الأول بعد العصبة الدقاقية من أولاده أشبههم به خلقا حتى كأنه شق منه شقا فرباه أحسن تربية وزقه العربية في صباه زقا حتى تخرج به وبرع فيها وكمل في النثر والنظم فجاز فيها قصب السبق وكان يبث السحر بأقلامه على الرق وكان إليه استملاء الحديث وقراءة الكتب عليه لاستجماعه أنواع الفضل امتد إلى مجلس إمام الحرمين وواظب على درسه وصحبته ليلا ونهارا حتى حصل طريقته في المذهب والخلاف وجدد عليه الأصول وكان الإمام يعتد به ويستفرغ أكثر أيامه معه مستفيدا منه بعض مسائل الحساب في الفرائض والدور والوصايا
وخرج إلى بغداد وحج وعاد إلى بغداد وكان القبول غضا بل زائدا على ما كان من قبل
وشمر لتربية شغله أبو سعد الصوفي دوست داد عن ساق الجد وبلغ الأمر في التعصب مبلغا كاد أن يؤدي إلى الفتنة وقل ما يخلو مجلس من مجالسه على إسلام أحد من أهل الذمة
ثم حج ثانيا من قابل ثم استدعاه نظام الملك إلى خراسان فبقي أهل بغداد عطاشا إليه
سمع الكثير عن الطبقة الثانية مثل الصابوني وابن مسرور والكنجروذي وأبي الحسين والبحيرية والصاعدية والناصحي وأكثر عن زين الاسلام وعن الحرة الدقاقية وقرأ تصانيف الإمام عليه مرارا وسمع بالجبال والعراق والحجاز وخرج الفوائد لأخيه وروى الكثير فقد كان أكثر صفوه في أيامه إلى الرواية سمع صحيح مسلم وغريب الخطابي بتمامهما
توفي يوم الجمعة الثامن والعشرين من جمادى الآخرة سنة أربع عشرة وخمس مائة
[١٠٧٠ - أبو الفضل البغداذي]
عبد الرحيم بن الأخوة البغدادي أبو الفضل شاب قدم نيسابور اختلف إلى أبي