منصور بن محمد بن عبد الجبار السمعاني المروزي الإمام أبو المظفر وحيد عصره في وقته فضلا وطريقة وزهدا وورعا من بيت العلم والزهد
أبوه القاضي محمد من وجوه مشايخ مرو وأفاضلهم
وهذا نشأ في التعلم ودرس على أبيه الفقيه وتخرج فيه وصار من فحول أهل النظر وبقي على ذلك حنفي المذهب يدرس ويناظر ويطالع كتب الحديث وخرج في شبابه إلى الحج
وقدم نيسابور وحضر مجلس المناظرة وتكلم في المسائل بحضرة إمام الحرمين فارتضى كلامه وخاطره وأثنى عليه وأقر له بفقه خاطره وطبعه
سمعت من أثق به أنه قال لولا عقلة قليلة في لسانه لقبض على حربائه لسبق بفضله درجة أقرانه
ثم لما عاد إلى الحج وقفل إلى مرو وسمع ولقي المشايخ وزار المشاهد وأكثر النظر في الحديث وكتبه وقع له أن ينتحل مذهب الحديث ويعتقد رأي المطلبي وترك طريقته التي ناظر عليها أكثر من ثلاثين سنة وتحول إلى مذهب الشافعي وأظهر ذلك واضطرب أهل مرو في ذلك وأدى الأمر إلى تشويش العوام فخرج منها وصحبه الأجل السيد ذو المجدين وطائفة من الأصحاب وجماعة من العلماء والفقهاء وصل إلى طوس
ثم قصد نيسابور واستقبله الأصحاب استقبالا عظيما حسنا وكان نوبة نظام الملك وعميد الحضرة أبي سعد محمد بن منصور وأكرموا مورده وأنزلوه في عز وحشمة وقام عميد الحضرة بكفايته مع من معه
وعقد له مجلس التذكير وكان بحرا فيه حافظا لكثير من الحكايات والنكت والأشعار فظهر له القبول من الخامس والعام وتواترت إليه الفتوح وكتب نظام