سمع الحديث ولقي الكبار وتلمذ لهم وما روى إلا اليسير
توفي بقصبة الراذكان سنة ثمان وخمسين وأربع مائة
أنبأنا عنه الوالد
[٢٣٨ - أبو صالح المؤذن]
أحمد بن عبد الملك بن علي بن أحمد بن عبد الصمد الحافظ أبو صالح المؤذن الأمين المتقن الثقة المحدث الصوفي نسيج وحده في طريقته وجمعه وإفادته ما رأينا مثله
حفظ القرآن وجمع الأحاديث وسمع الكثير وصنف الأبواب والمشايخ وأفاد أولاد الأئمة وسعى في الخيرات وصحب مشايخ الصوفية ولزم زين الإسلام أبا القاسم القشيري في طريقته بعد أن لقي أبا علي الدقاق وطبقة الأئمة كالأستاذ أبي بكر بن فورك ثم جمع الأربعينات للأحفاد وجمع لنفسه الأحاديث الألف عن ألف شيخ من مشايخ خراسان والعراق والحجاز والشام
وكنت ممن يخصني بالإقبال علي لحقوق الأسلاف ويفيدني السماع منه ومن غيره مع أولاده
كان يحثني على معرفة الحديث والإعتناء بعلمه وحفظه ويوصيني بذلك ولم أتمكن من تحرير طرف من هذا الكتاب الذي قصدت جمعه إلا من مسوداته ومجموعاته فهي المرجوع إليها فيما احتاج إلى معرفته وتخريجه
وقد كانت له صحبة واختصاص بالشيخ أبي الحسين عبد الغافر جدي ومداخلة وعناية بتربية مجلسه ونصب القراءة لكتابي الصحيح والغريب المختصين به وبروايته ثم كان عليه الإعتماد في الودائع وكتب الحديث المجموعة في الخزائن الموروثه عن المشايخ والموقوفة على أصحاب الحديث فكانت موضوعة عنده في الحجرة في المدرسة المنسوبة إلى البيهقي فكان يصونها ويتعهد حفظها ويتولى أوقاف المحدثين من الحبر والكاغد وغير ذلك فيقوم بتفريقها عليهم وإيصالها إلى مظانها ويسعى في