وهذا أبو زكريا أشهرهم وأكثرهم رواية وكان عديم النظير دينا وزهدا وورعا وصلاحا واتقانا وصدقا واحتياطا في الرواية ما كان يحدث إلا من كتابة يقرأ عليه فينظر في أصله
عقد له مجلس الإملاء بعد الحاح وحيه حينئذ سنة سبع وأربعمائة وخرج له الاملاء والفوائد أحمد بن علي الأصبهاني الحافظ
وحضر مجلسه المحدثون العصريون من أقرانه من أصحاب الأصم مراعاة لجانبه مثل أبي عبدالرحمن السلمي وأبي القاسم الكوشكي السراج وأبي بكر السكري وغيرهم
وأملى على الصحة سبع سنين واشتهر
وتوفي ليلة الثلاثاء الخامس من ذي الحجة سنة أربع عشرة وأربعمائة
سمع بنيسابور من أبي الفضل الحسن بن يعقوب بن يوسف البخاري والأصم وأبي عبدالله محمد بن يوسف الحافظ وأبي الحسن الطرائفي وأبي بكر ابن اسحاق الصبغي وأبي الوليد القرشي وتفقه عليه وسمع ببغداد من عبدالباقي بن قانع وأحمد بن كامل بن خلف وأحمد بن سليمان الفقيه وطبقتهم وسمع بالكوفة من ابن دحيم الشيباني وبمكة حرسها الله من مشايخهم
وكان كثر الحديث كثير الشيوخ صحيح السماع قرئ عليه الكثير من أصول الكتب مثل الموطأ ومسند ابن وهب والشافعي والفوائد المخرجة له
روى عنه أبو بكر وهو خلف أبيه في كثرة السماع والحديث والرواية وأبو صالح وعثمان المحمي وعلي المؤذن المديني وأبو السنابل وغيرهم
[١٦٣٧ - أبو زكريا الزجاجي]
يحيى بن أحمد بن محمد بن اسحاق أبو زكريا الزجاجي الفقيه الحنيفي النيسابوري جليل ثقة في الحديث سمع الكثير وسافر ولقي الشيوخ وكان يتهم بمذهب أهل القدر