رئيس الرؤساء بها إلى نيف وأربعين وأربع مائة حتى مال بعد ذلك بعض الميل إلى التعصب في المذهب وأخذ بزمام اختياره إلى ما لا يليق بالكبار من المبالغة في العناد ومطاولة الأقران من سائر الفرق حتى أدى إلى إيحاش العلماء فكان ذلك غضا عن منصب حشمته إلى سني نيف وخمسين حتى انتهت نوبة الولاية إلى السلطان الب أرسلان والوزير الميمون نظام الملك فانجلت تلك السحابة عن العدل
وكان هذا الصدر خاليا عن العمل برهة مشتغلا بأمور نفسه مع ما فيه من الأبهة والحشمة والنعمة
وقد بعث رسولا إلى ما وراء النهر علم استصلاحه للأمور الجسيمة فبقي على ذلك مدة إلى ابتداء الدولة الملكشاهية أدى الحال إلى تفويض القضاء بنيسابور إلى هذا الصدر وصار قاضي القضاة على الإطلاق وصار مجلسه للخيرات مجمعا وسن سننا صالحة في الأمور
وعقد مجلس الإملاء عشيات الخميس في رمضان في الجامع القديم على رسم أسلافه وكان يحضر من دب ودرج من الفرق ويتقرب إليه المشايخ والأئمة بالحضور ولم يزل يرتفع أمره إلى أربع عشرة سنة من ابتداء قضائه
وكان صدوق اللهجة يحب كل من ظهر عنده صدقه ويبغض الكذب وأهله أشد البغض إلى أن أدركه قضاء الله الذي لا بد لكل أحد منه بعد امتداد مرض كفر إن شاء الله بعض ما سلف له من الخطايا التي لا يخلو الإنسان منها
وتوفي ليلة الثلاثاء قبل الصبح الثامن من شعبان سنة اثنين وثمانين وأربع مائة وصلى عليه ابنه القاضي الإمام الرئيس أبو سعيد في أسفل سكة العصارين ودفن في مقبرة أسلافه في تلك السكة
وقد ولد سنة عشر وأربع مائة
سمع الكثير عن جده عماد الإسلام صاعد وابنه القاضي أبي سعيد محمد وعمه القاضي أبي الحسن إسماعيل بن صاعد
وسمع من أصحاب الأصم كالقاضي الحيري والصيرفي وأبي زكريا المزكي