السيوطى (٨٤٩ - ٩١١ هـ). صاحب كتاب "طبقات المفسرين". ولكن المؤلف لم يستوف تراجم كل المفسرين لأسباب ذكرها في مقدمته التي عرض فيها لشرح منهجه ومن اعتنى بتراجمهم. واقتصر عدد الذين ترجم لهم على ١٣٦ مفسرا. ومع ذلك فقد شاع أمر هذا الكتاب بين العلماء، ونقل عنه من جاء بعده ممن كتبوا في تراجم الرجال. وقد طبع كتاب "طبقات المفسرين" في ليدن سنة ١٨٣٩ م ومعه شروح لاتينية وترجمة السيوطي باعتناء المستشرق أ. مرسجنه.
• جاء بعد السيوطى تلميذه الحافظ المحدث شمس الدين محمد بن علي بن أحمد الداودي المصري، المتوفي سنة ٩٤٥ هـ، فألف كتابه "طبقات المفسرين".
يضم هذا الكتاب تراجم ٧٠٤ مفسرين على اختلاف بلدانهم وتفاوت أزمانهم، وهو أفضل ما صنف في بابه ومن الكتب النفيسة التي لا غنى للباحثين عنها، وقد راجعه وحققه وعلق عليه الباحث المصري الأستاذ علي محمد عمر، وطبع - في مجلدين - بالقاهرة سنة ١٩٧٢ م.
• وممن صنف في طبقات المفسرين - في هذا العصر أيضا - الشيخ أبو سعيد (واسمه كنيته) بن الشيخ صنع لله الكوزكناني (٩٢٠ - ٩٨٠ هـ) وهو من علماء قرية "كوزكنان" من نواحي تبريز. ذكره صاحب كشف الظنون (٢: ١١٠٧) وصاحب هدية العارفين (١: ٣٩٣).
• آخر هؤلاء العلماء الذين سبقتني جهودهم في هذا الميدان، هو أحمد بن محمد الأدرنه وي (حيا سنة ١٠٩٢ هـ) الذي صنف كتابا جمع فيه تراجم المفسرين من صدر الإسلام حتى القرن الحادي عشر الهجري، وجعلهم طبقات، كل طبقة مائة سنة. ولكن هذا الكتاب أيضا لم يشمل كل المفسرين. وتوجد منه نسخة بخط نسخي جميل، بقلم المؤلف، في دار الكتب المصرية (برقم ١٨٥٩ - تاريخ طلعت).
...
هذا مجمل ما ألف من كتب خاصة بالمفسرين.
ثم تمضي السنون، ويتسع نطاق التفكير الإسلامي، وتكثر الحاجة إلى كتاب يغني الدارسين والباحثين عن كتب التاريخ والسير وضخام أسفارها، ويضم شتات ما فيها من تراجم ومعلومات، فعزمت - بعد الاتكال على الله - على وضع هذا المعجم.