على أن جهود هؤلاء العلمية في حقل التفسير منها ما كان مبسطا، ومنها ما كان متوسطا، ومنها ما كان موجزا ...
ومن الكتب الموجزة كتاب "الوجيز" للواحدي، وتفسير الجلالين.
ومن الكتب المتوسطة تفسير الماتريدي، وتفسير التيسير لنجم الدين النسفي، والكشاف للزمخشري، وتفسير البيضاوي والبغوي والجمل على الجلالين.
ومن المبسط الكبير، تفسير أبي حيان في البحر المحيط، ومفاتيح الغيب للفخر الرازي، وتفسير الطبري، والقرطبي، وروح البيان للألوسي، وتفسير السيوطي.
ولقد لمعت أسماء أصحاب هذه التفاسير وغيرها لبقاء كتبهم في منال أهل العلم، ولكن هذا لا يعني أنهم هم وحدهم الذين اشتغلوا بتفسير كتاب الله واهتموا بمراجعة نصوصه وأحكامه وأسباب نزول آياته، وتمكنوا على إبراز ما فيه من دلالات ومقاصد ومعالم الهدى.
بل هناك كثير كثير من أمثالهم ممن قدموا جهودهم في هذا المجال ولعبوا دورا عظيما أو متوسطا فيه، ولكن لأمر ما فقدت آثارهم المكتوبة ولم يبق لهم إلا نتف منثورة في بطون التفاسير هنا وهناك.
وهؤلاء لا بد من متابعتهم ومتابعة آثارهم علنا نقع على شيء منها يفيدنا ويذخر تراثنا القرآني العظيم.
ومثل هذا لا يمكن الطمع بالوصول إليه إذا لم يتيسر لنا جهد مبارك كريم وصابر، مثل هذا الجهد النشيط الدؤوب الذي بذله صاحب كتابنا "معجم المفسرين" وهو الأستاذ عادل نويهض حفظه الله وبارك به وله وعليه، وهو في هذا العصر أحد البارزين من العاملين في ميدان التراجم العربية وتراجم العلماء من مؤرخين ومحدثين وأدباء وفلاسفة ومتكلمين وسواهم بشكل عام وتراجم المفسرين اليوم على الخصوص، فقد سبق له أن حقق "كتاب الوفيات" لأبي العباس أحمد بن حسن بن علي ابن الخطيب وهو عبارة عن تاريخ موجز لوفيات الصحابة والعلماء والمحدثين والمفسرين والمؤلفين، وقد انتشر انتشارا كبيرا في الأوساط العلمية، فنقل عنه التنبكتي في كتابه "نيل الإبتهاج" وابن مريم التلمساني في "البستان" والزركلي في "الأعلام" وغيرهم.
كما كان له كتاب "معجم أعلام الجزائر - من صدر الإسلام حتى العصر