للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

٦ - الملك

بوب له البخاري بقوله تعالى: {ملك الناس} الناس ٢، وأورد فيه حديث أبي هريرة -رضي الله عنه-: " يقبض الله الأرض يوم القيامة ويطوي السماء بيمينه ثم يقول: أنا الملك اين ملوك الأرض".

وقد ورد في القرآن خمس مرات منها {فتعالى الله الملك الحق} طه ١١٤، وقد ورد باسم (المالك) كقوله {مالك يوم الدين}، ومرة باسم المليك {عند مليك مقتدر} القمر ٥٥، والملك هو المتصرف بالأشياء حسب إرادته ومشيئته، لا راد لأمره ولا معقب لحكمه، قال الطبري -رحمه الله- أخبر أنه ملك الناس وهو ملك جميع الخلق انسهم وجنهم وغير ذلك، إعلاماً منه بذلك من كان يعظم بعض الناس تعظيم المؤمنين ربهم: أنه مُلك من يعظمه وأن ذلك في ملكه وسلطانه، تجري عليه قدرته، وأنه أولى بالتعظيم وأحق بالتعبد له ممن يعظمه ويتعبد له من غيره من الناس. (١) وقال الراغب: الملك هو المتصرف بالأمر والنهي. (٢) قال الزجاج: قال أصحاب المعاني: الملك النافذ الأمر في ملكه، إذ ليس كل مالك ينفذ أمره وتصرفه فيما يملكه، فالملك أعم من المالك، والله تعالى مالك المالكين كلهم، والملاّك إنما استندوا التصرف في أملاكهم من جهته تعالى. (٣) وقال: أما الناس فقد تملك مع العجز عن التصرف، كأن يكون المالك صبياً أو مجنوناً ووليهما لا ملك له مع أن التصرف ثابت له. (٤)


(١) تفسير الطبري ٣٠/ ٣٥٤.
(٢) مفردات الراغب صـ ٤٧٢.
(٣) شرح الاسماء الحسنى - الزجاج ص ٣.
(٤) المصدر السابق.

<<  <   >  >>