للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وحديث مسلم " قال عليه الصلاة والسلام لجويرية -رضي الله عنها-: قد قلت بعدك أربع كلمات لو وزنت بهنّ لوزنتهنّ: سبحان الله وبحمده عدد خلقه ومداد كلماته ورضى نفسه وزنة عرشه (١) ".

وفي حديث البخاري، قال عليه السلام: “ لما خلق الله الخلق كتب في كتابه وهو يكتب على نفسه وهو واضع عنده على العرش (إن رحمتي تغلب غضبي) (٢) ”.

وقد أورد البخاري حديثاً في الباب هو: ” ما من أحد أغير من الله، من أجل ذلك حرم الفواحش، وما أحد أحب إليه المدح من الله” فطريق هذا الحديث ليس فيه ذكر النفس، لكنه تقدم في كتاب التفسير من طريق آخر في تفسير سورة الأنعام وفيه: “ولا شيء أحب إليه المدح من الله ولذلك مدح نفسه”. (٣)

وقال الحافظ رحمه الله: فذكر النفس ثابت في هذا الحديث وإن كان لم يقع في هذا الطريق، لكنه أشار إليه كعادته، فإنه -رحمه الله- كثيراً ما يترجم ببعض ما ورد في طرق الحديث الذي يورده.

قال ابن خزيمة -رحمه الله- فالله جل وعلا أثبت في آي كتابه أن له نفساً، وكذلك قد بين على لسان نبيه - صلى الله عليه وسلم - أن له نفساً، كما أثبت النفس في كتابه، وكفرت الجهمية بهذه الآي وهذه السنن وزعم بعض جهلتهم أن الله تعالى إنما أضاف النفس إليه على معنى إضافة الخلق


(١) مسلم ح (٢٦٢٧).
(٢) البخاري ح (٣٠٢٢).
(٣) البخاري ح (٤٣٥٨).

<<  <   >  >>