للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقال البغوي: عالم الغيب رفع على نعت قوله (ربي) وقيل هو عالم الغيب فلا يظهر على غيبه إلا من يصطفيه لرسالته فيظهره على ما شاء من الغيب؛ لأنه يستدل على نبوته بالآية المعجزة بأن يخبر عن الغيب. (١)

وقوله {إن الله عنده علم الساعة} الآية، هي موافقة لحديث الباب، أعني حديث ابن عمر قال: قال عليه الصلاة والسلام: مفاتيح الغيب خمس لا يعلمها إلاّ الله.

قال ابن كثير -رحمه الله- عند تفسير هذه الآية: هذه مفاتيح الغيب التي استأثر الله تعالى بعلمها، فلا يعلمها أحد إلاّ بعد إعلامه تعالى بها، فعلم وقت الساعة لا يعلمه نبي مرسل ولا ملك مقرب {لا يجليها لوقتها إلاّ هو} وكذلك إنزال الغيث لا يعلمه إلاّ الله، ولكن إذا أمر به علمته الملائكة الموكلون بذلك ومن يشاء من خلقه، وكذلك لا يعلم ما في الأرحام مما يريد أن يخلقه تعالى سواه، ولكن إذا أمر بكونه ذكراً أو أنثى أو شقياً أو سعيداً علم الملائكة الموكلون بذلك ومن شاء من خلقه - ثم قال- وهذه شبيهة بقوله تعالى {وعنده مفاتح الغيب لا يعلمها إلاّ هو} وقد وردت السنة بتسمية هذه الخمس مفاتيح الغيب. (٢)

وقوله: {أنزله بعلمه} النساء ١٦٦، قال ابن الجوزي فيه ثلاثة أقوال:

أحدها: أنزله وفيه علمه.

الثاني: أنزله من علمه.

الثالث: أنزله إليك بعلم منه إنك خيرته من خلقه، قاله ابن جرير. (٣)


(١) تفسير البغوي ٨/ ٢٤٤.
(٢) تفسير ابن كثير ٣/ ٧٢١ - ٧٢٢.
(٣) زاد المسير ٢/ ٢٥٧. والطبري ٦/ ٣١.

<<  <   >  >>