للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فقالوا فما يدريك أنه اله قال: فتحير الجهم فلم يدر من يعبد أربعين يوماً ثم أنه استدرك حجة مثل حجج زنادقة النصارى الذين يزعمون أن الروح الذي في عيسى من ذات الله فإذا أراد أن يحدث أمراً دخل في بعض خلقه فتكلم على لسان خلقه فيأمر بما يشاء وينهى عما يشاء وهو روح غائبة عن الأبصار ثم قال للسُمنى ألست تزعم أن فيك روحاً فقال جهم: هل رأيت روحك أو سمعت كلامه أو وجدت له حساً وكل ذلك يقول: لا

فقال جهم: فكذلك الله لا يرى له وجه ولا يسمع له صوت ولا يشم له رائحة وهو غائب عن الأبصار ولا يكون في مكان دون مكان

قال الإمام أحمد: فبنى أصل كلامه على تأول هذه الآيات {ليس كمثله شيء} و {وهو الله في السموات والأرض} الأنعام ٣ و {لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار} الأنعام ١٠٣ وزعم أن من وصف الله بشيء مما وصف به نفسه أو وصفه به رسوله فقد كفر وكان من المشبهة (١)

فالجهم أصل اصلاً في إثبات وجود الله وهو الذي عرف بعد بدليل حدوث الأجسام، فالأجسام حادثة لأنها لا تخلو من الحوادث والأعراض أو أنها مستلزمة للأعراض فصار ما لا يخل من الحوادث فهو حادث فالعالم حادث وبه يعرف إثبات الصانع فما قامت به الصفات قامت به الأعراض وما قامت به الأعراض فهو حادث فنفى الجهمية والمعتزلة ات قامت به الاعراض وما قامت به الاعراض فهو حادث فنفى الجهمية والمعتزلة ومن تبعهم الصفات أو بعضها على أصل جهم هذا ثم ان من اراد اثبات صفة فأنه يثبتها لجوازها عقلاً! فمن اثبت ثلاث صفات ثم من زاد عقله فاثبت سبعاً ثم من اثبت اكثر من ذلك ولايسمونها أعراضاً


(١) الرد على الجهمية للامام احمد ص ١٠٢، ١٠٤ بتصرف يسير

<<  <   >  >>