للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ولعظم هذه المسألة عند السلف افردوها بالتأليف كما فعل الإمام ابي عبيدة معمر بن المثنى في كتابه فضائل العرش، والعرش وما روي فيه للحافظ ابن ابي شيبة صاحب المصنف والرسالة العرشية لابن تيمية وغيرهم رحمهم الله.

وفي هذا الدرب سار الإمام البخاري رحمه الله في صحيحه فبوب بذكر العرش بقوله تعالى: {وكان عرشه على الماء} هود ٤، وقوله {وهو رب العرش العظيم} التوبة ١٢٩ ثم بين الفرق رحمه الله بين استوى إلى السماء واستوى على العرش وأورد قول ابي العالية رحمه الله (استوى إلى السماء) ارتفع ثم (سواهن) خلقهن ثم نقل قول مجاهد في الاستواء على العرش ان (استوى) علا (على العرش) وقول ابن عباس في معنى (المجيد) أي الكريم و (الودود) أي الحبيب قال: كأنه فعيل من ماجد ومحمود من حميد

قال ابن المنير: نبه البخاري هنا على مسألة لطيفة وهي ان المجيد على قراءة الكسر لا يتخيل انها صفة العرش وأنه بذلك قديم بل هي صفة الحق بدليل قراءة الرفع وبدليل اقترانها بالودود وهي صفة الحق فيكون بالكسر على الجوار حينئذٍ (١)

قال الحافظ بعد نقله لكلام ابن المنير: وهو يؤيد انها عند البخاري صفة لله تعالى ما اردفه به وهو يقال حميد مجيد. . الخ (٢) ثم ساق رحمه الله احاديث الباب لبيان العرش فبدأ بحديث عمران بن حصين لما جاءه بنو تميم واهل اليمن وفيه [كان الله ولم يكن شيء قبله وكان عرشه على الماء ثم خلق السموات والارض وكتب في الذكر كل شيء] واراد به رحمه الله الاخبار بكون العرش على الماء عند ابتداء خلق السموات والارض، قال ابن خزيمة رحمه الله (


(١) المتواري على تراجم البخاري ص ٤٢٢
(٢) الفتح ١٣/ ٤١٩

<<  <   >  >>