للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الأصل فدخل فنظر فيه ثم خرج فقال لي: كيف هو يا غلام؟ قلت هو الزبير بن عدي عن إبراهيم، فأخذ القلم مني وأحكم كتابه وقال: صدقت وقد سئل البخاري ابن كم كنت حين رددت عليه، قال: ابن إحدى عشرة سنة.

قال: فلمّا طعنت في ست عشرة سنة كنت قد حفظت كتب ابن المبارك (١) ووكيع (٢) وعرفت كلام هؤلاء (قال الحافظ يعني أصحاب الرأي).

قال: أبو بكر بن الأعين (٣): كتبنا عن البخاري على باب محمد بن يوسف الفريابي (٤) وما في وجهه شعرة فقلنا ابن كم أنت؟ قال ابن سبع عشرة سنة، ثم خرج -رحمه الله- إلى الحج ورجع أخوه بأمه وبقى بمكة يكتب عن علمائها، وكان ذلك سنة (٢١٠ هـ).

قال البخاري: دخلت على الحميدي (٥) وأنا ابن ثمان عشرة سنة وبينه وبين آخر اختلاف في حديث، فلما بصر بي الحميدي قال: قد جاء من يفصل بيننا فعرضا عليَّ فقضيت للحميدي على من يخالفه.

قال وجعلت أصنف قضايا الصحابة والتابعين وأقاويلهم، وذلك أيام عبد الله بن موسى ثم سافرت إلى المدينة وصنفت فيها كتاب التاريخ الكبير. قال: وصنفت كتاب التاريخ إذاك


(١) ابن المبارك: هو عبدالله بن المبارك بن واضح الحنظلي أحد الأئمة الأعلام وشيوخ الإسلام (ت ٢٨١ هـ الأعلام (٤/ ١١٥).
(٢) وكيع: وكيع بن الجراح بن قليح ابو سفيان حافظ للحديث ثبت محدث العراق في وقته ت ١٩٧ هـ، الأعلام (٨/ ١١٧).
(٣) أبوبكر بن الأعين: محمد بن أبي عقاب بن طريف أحد الأثبات روى عنه مسلم ووثقه ابن حبان (ت ٢٤٠ هـ) التقريب (٢/ ٥٥٢).
(٤) محمد بن يوسف الفريابي: قال عنه البخاري: كان أفضل أهل زمانه (ت ٢١٢ هـ)، (الخلاصة ٣٦٥).
(٥) الحميدي: أبوبكر عبدالله بن الزبير الأسدي، أحد الأئمة صحب الشافعي (ت ٢١٩ هـ)، (الخلاصة ١٩٧ هـ).

<<  <   >  >>