للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أثُر عن السلف قال ابن عباس “ مسرورة إلى ربها (ناظرة) قال تنظر إلى ربها، ومثله عن الحسن البصري ومجاهد وعكرمة. (١)

قال الإمام أبو الحسن الأشعري " ولا يجوز أن يكون عني نظر الانتظار لان النظر إذا ذكر مع ذكر الوجه فمعناه نظر العينين اللتين في الوجه (٢) قال وهذا مما يبطل قول المعتزلة: لان نظر الانتظار لا يكون مقروناً بقوله (إلى) لأنه لا يجوز عند العرب أن يقولوا في نظر الانتظار (إلى) (٣) وقد قيل للإمام مالك: أن أقواماً يقولون تنظر ما عنده فقال: بل تنظر إليه نظراً (٤) وأما قولهم أن قوله {لا تدركه الأبصار} فيه نفي للرؤية لأن الآية عامة عندهم

فهذا لا يسلم لهم لان المنفي هنا هو الإدراك فالإدراك هو الإحاطة ونفي الإحاطة لا يستلزم نفي الرؤية فقد تقع الرؤية بدون الإدراك وقد يقع إدراك بلا رؤية. فقوم موسى قالوا له (إنا لمدركون) مع قوله {فلما تراءى الجمعان} فقال موسى (كلا إن معي ربي سيهدين) فنفى موسى عليه السلام الإدراك مع إثبات الترائي.

وهذا هو تفسير ابن عباس لما تكلم في الرؤية فقال له رجل أليس قال الله {لا تدركه الأبصار} فقال له ألست ترى السماء قال بلى قال أتراها كلها قال: لا فبين له أن نفي الإدراك لا يقتضي نفي الرؤية. (٥)


(١) شرح أصول اعتقاد أهل السنة للألكائي ٣/ ٥١٤، ٥١٦ تفسير الطبري ٢٧/ ١١٩
(٢) الابانة ص ٤٥
(٣) الابانة ص ٤٦
(٤) معارج القبول لحافظ الحكمي ١/ ٣٠٢
(٥) درء تعارض العقل والنقل لابن تيمية ١/ ٢٣٦ بتصرف

<<  <   >  >>