للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وما دليلهم العقلي إن الرؤية توجب تجسيم وحدوث المرئي فهذه على جميع منكري الصفات من قياسهم الأمور الغيبية على ما ألفوه في دنياهم وقياس الخالق بالمخلوق.

قال ابن بطال (وما تمسكوا به فاسد لقيام الأدلة على أن الله تعالى موجود والرؤية في تعلقها بالمرئي بمنزلة العلم في تعلقه بالمعلوم فإذا كان تعلق العلم بالمعلوم لا يوجب حدوثه فكذلك المرئي. (١)

هذه هي أقوي أدلة المعترضين للرؤية ولأهل السنة الآيات الصريحة والأحاديث الكثيرة في هذه الكرامة التي يمن الله بها على عباده.

وقد بوب البخاري بهذه الآية فقال: باب قول الله تعالى {وجوه يومئذٍ ناضرة} القيامة ٢٢، ٢٣.

وقد تقدم قول السلف فيها وقد بلغ الإمام أحمد أن رجلاً قال: إن الله لا يرى في القيامة فقال: لعنه الله من كان من الناس - أليس الله يقول {وجوه يومئذٍ ناضرة إلى ربها ناظرة} وقال {كلا انهم عن ربهم يومئذٍ لمحجوبون} (٢) المطففين ١٥.

ثم ساق الإمام البخاري رحمه الله الأدلة من السنة على الرؤية منها حديث جرير رضي الله عنه قال: كنا جلوساً عند النبي - صلى الله عليه وسلم - إذا نظر إلى القمر ليلة البدر قال: " إنكم سترون ربكم كما ترون هذا القمر لا تضامون في رؤيته " الحديث.

والحديث الآخر: " إنكم سترون ربكم عياناً ".

وحديث: " إنكم سترون ربكم يوم القيامة كما ترون هذا لا تضامون في رؤيته".


(١) الفتح ١٣/ ٤٣٥
(٢) طبقات الحنابلة ١/ ٢٥٣

<<  <   >  >>