وفي هذه الأحاديث تأكيد من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - للرؤية بأن وبالفعل المضارع المسبوق بالسين وبقوله (كما ترون هذا القمر) مع إشارته إليه فأي بيان بعد ذلك.
وقوله (لا تضامون) بفتح التاء وتشديد الميم والمعنى إنكم ترون ربكم رؤية واضحة لا تحتاجون في رؤيته أن ينضم بعضكم إلى بعض لتتساعدوا على الرؤية كما يقع عند رؤية الأمور الخفية. (١)
وقوله (إنكم سترون ربكم عياناً) ومعناه عياناً أي بأعينكم وهذا الحديث ذو دلالة واضحة، وقوله (إنكم سترون ربكم يوم القيامة كما ترون هذا) يعني القمر فيه دلالة على أن الرؤية ستقع يوم القيامة وليس هناك تشبيه للمرئي بالمرئي بل تشبيه بالرؤية للرؤية
ثم ساق رحمه الله حديث أبي هريرة الطويل وفيه: الذي دلالته من أوضح الدلالات حيث سأل الصحابة الرسول - صلى الله عليه وسلم - هل نرى ربنا يوم القيامة؟
فأجابهم " هل تضارون في القمر ليلة البدر " فقالوا: لا يا رسول الله قال: (فهل تضارون في الشمس ليس دونها سحاب) فقالوا لا يا رسول الله، فقال:(فإنكم ترونه كذلك) وهنا بين عليه الصلاة والسلام انهم سيرونه كما يرون القمر ليلة البدر والشمس ليس دونها سحاب.
وفي سياق الحديث:(فيأتيهم الله في صورته التي يعرفون فيقول أنا ربكم فيقولون أنت ربنا فيتبعونه)، فانهم سيرونه تبارك وتعالى على صورته اللائقة بجلاله وقد أطال أهل العلم الكلام في الصورة.