للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقد أمر أئمة السلف بإجراء هذه الصفة كغيرها من الصفات فقد سئل الإمام احمد عن حديث خلق الله آدم على صورته فقال: لا تفسره ما لنا أن نفسره كما جاء الحديث

وقال أيضاً: سمعت الحميدي (١) بحضرة سفيان بن عيينة فذكر هذا الحديث " خلق الله على صورته " فقال: من لا يقول بهذا فهو كذا وكذا يعني من الشتم وسفيان ساكت لا يرد عليه شيئاً. (٢)

وقد قال الإمام ابن قتيبة، أو الذي عندي والله تعالى اعلم أن الصورة ليست بأعجب من اليدين والأصابع والعين وإنما وقع الألف لتلك لمجيئها في القرآن وقعت الوحشة من هذه لأنها لم تأت في القرآن ونحن نؤمن بالجميع ولا نقول في شيء منه بكيفية ولاحد (٣)

ثم ساق البخاري رواية أبي سعيد الخدري لحديث الرؤية وفيه " فيأتيهم الجبار في صورة غير صورته التي رأوه فيها أول مرة فيقول أنا ربكم فيقولون أنت ربنا فلا يكلمه إلا الأنبياء فيقول: هل بينكم وبينه آية تعرفونها فيقولون الساق فيكشف عن ساقه فيسجد له كل مؤمن " الحديث

فيقال في الصورة والساق ما يقال في بقية الصفات كما تقدم في الصفات الذاتية والله أعلم

ثم يسوق رحمه الله حديث انس في الشفاعة وشاهده فيها قوله عليه السلام “ فاستأذن على ربي في داره فيؤذن لي عليه فإذا رأيته وقعت ساجداً ".


(١) عبدالله بن الزبير الحميدي، أحد الأئمة في الحديث، رحل مع الشافعي إلى مصر ولزمه إلى أن مات وهو شيخ البخاري، (ت ٢١٩ هـ) الأعلام (٤/ ٨٧).
(٢) المسائل والرسائل المروية عن الامام احمد في الغقيدة ١/ ٣٥٦، ٣٥٧
(٣) تأويل مختلف الحديث ص ٢٠٢

<<  <   >  >>