سورة البقرة وكلامه يتفاضل فيكون بعضه افضل من بعض فآية الكرسي أفضل من غيرها من الآيات، وكلامه يتعاقب يتلو بعضه بعضاً، كل ذلك غير مخلوق بألفاظ وحروف ولا تشبه كلام المخلوقين وأصوات العباد وحركاتهم بالقرآن وورق المصحف وجلده ومداد الكتابة كل ذلك مصنوع مخلوق، والمؤلف من الحروف المنطوقة المسموعة المسطورة المحفوظة كلام الله تعالى غير مخلوق بحروفه ومعانية. (١)
هذا جملة ما فهمته من تبويب البخاري رحمه الله لهذه المسائل مع النظر في كلام الإمام أحمد وأبى داود وعثمان بن سعيد الدارمي وغيرهم من الأئمة ممن كتب في هذه المسألة ولهم على كل فقرة دليل وعلى كل شبهة ردّ والحمد لله ولطول هذه المسائل التي تحتمل رسالة خاصة، فاستقتصر على أهم الشبه التي تمسك بها المخالفون ثم التعرض لثلاث مسائل مهمة هي:
مسألة خلق القرآن، ومسألة اللفظ ومسألة أفعال العباد وهي ما أفرد لها البخاري كتاباً مستقلاً سآتي على أهم مسائله وهو (خلق أفعال العباد) وقد ألفه لهذه المسألة أعني الخلاف في مسألة الكلام.
(١) إثبات صفة الكلام:
أدلة أهل السنة على هذه الصفة كثيرة منها:
- قوله تعالى {تلك الرسل فضلنا بعضهم على بعض منهم من كلم الله} التوبة ٢٥٣.
- قوله تعالى {وكلم الله موسى تكليماً} النساء ١٦٤.
- قوله تعالى {ولمّا جاء موسى لميقاتنا وكلمه ربه} الأعراف ١٤٣.
(١) وانظر العقيدة السلفية في كلام رب البرية للجديع ص ٧٩ - ٨١ بتصرف