البخاري ولم يقل: ماذا خلق ربكم ثم أورد شاهداً للآية من كلام ابن سعود " فإذا فزع عن قلوبهم وسكن الصوت وعرفوا أنه الحق ".
ثم بين رحمه الله إن صوته لا يشبه أصوات خلقه وهو ما نص عليه في (خلق أفعال العباد) فقال بعد حديث الباب وهو (يحشر الله العباد فيناديهم بصوت يسمعه من بعد كما يسمعه من قرب).
قال البخاري: وفي هذا دليل أن صوت الله لا يشبه أصوات الخلق لان صوت الله جل ذكره يسمع من بعد كما يسمع من قرب؛ وان الملائكة يصعقون من صوته فإذا تنادى الملائكة لم يصعقوا وقال الله عز وجل {فلا تجعلوا لله أنداداً} البقرة ٢٢.
فليس لصفة الله ند، ولا مثل، ولا يوجد شيء من صفاته في المخلوقين. (١)
ولاجل كلامه السابق هذا نعلم سبب إدخاله باب {فلا تجعلوا لله أنداداً} بعد أن ساق أبواب الكلام والصوت واللفظ وغيرها فرحمه الله من إمام حصيف أراد التنبيه على ذلك حيث صرح هو بذلك في (خلق أفعال العباد).
٦ - ويفرد الإمام البخاري عدة أبواب لينبه على مسألة مهمة كانت معاصرة له وهي مسألة من يقول إن القرآن حكاية عن كلام الله وهل ينتقل من مكان إلى مكان وهل هو عبارة واحدة بسيطة.
وهذا ردّ منه رحمه الله على الكلابية ومن تبعهم الذين يرون ان القرآن العربي ليس هو كلام الله وإنما كلامه المعنى القائم بذاته والقرآن العربي خلق ليدل على ذلك المعنى وأيضاً الرد على الكرامية الذين يقولون أنه تكلم بالقرآن بعد أن لم يكن متكلماً.