للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقوله هذا هو قول أهل السنة من قبله أن كلام الله بحرف وصوت وان صوته لا يشبه صوت المخلوقين وقد فصل البخاري هذه المسألة بالتبويب والأحاديث اجمل تفصيل.

وأسوق قبل ذلك كلام الأئمة في هذه المسألة، قال عبد الله بن احمد قلت لأبي: إن هاهنا من يقول: إن الله لا يتكلم بصوت فقال: يا بنى هؤلاء الجهمية زنادقة إنما يدورون على التعطيل (١)

وقال: سألت ابي عن قوم يقولون لمّا كلم الله موسى لم يتكلم بصوت؛ فقال أبي: بلى إن ربك عز وجل تكلم بصوت، هذه الأحاديث نرويها كما جاءت. (٢)

وقال الإمام السجزي (وليس في وجود الصوت من الله تعالى تشبيه بمن يوجد الصوت منه من الخلق كما لم يكن في إثبات الكلام له تشبيه بمن له كلام من خلقه. (٣)

وأكد مثل ذلك الإمام عبد القادر الجيلاني رحمه الله قال: فالأخبار تدل على أن كلام الله صوت ولا كصوت الآدميين (٤) وقد فصل الحافظ ابن حجر رحمه الله في هذه المسألة ونظر إلى تأويل البيهقي وغيره بعين الإنصاف خاصة من تضعيف حديث البخاري في إثبات الصوت وقال " إذا اثبت ذكر الصوت بهذه الأحاديث الصحيحة وجب الإيمان به". (٥)

قال الإمام البخاري، باب قوله تعالى {ولا تنفع الشفاعة عنده إلا لمن أذن له حتى إذا فزع عن قلوبهم قالوا ماذا قال ربكم قالوا الحق وهو العلي الكبير} سبأ ٢٣، قال


(١) الفتاوى ١٢/ ٣٦٨
(٢) السنة لعبد الله بن احمد رقم ٥٣٣
(٣) للإمام السجزي كتاب خاص في هذه المسألة وانظر درء التعارض ٢/ ٩٣
(٤) الغنية لطالبي الحق ص ٦٠ بواسطة موسوعة أهل السنة لدمشقية ص ٣٠٠
(٥) الفتح ١٣/ ٤٦٦ وذكر أنه بعد الايمان به إما التأويل أو التفويض! ؟ وهي من مواطن مخالفته للبخاري رحمهما الله

<<  <   >  >>