للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

تلاميذه:

يصعب الإحاطة بتلاميذ البخاري وبمن أخذ عنه، فقد تصدر للتحديث وهو صغير فكثر الآخذون عنه.

فأهل البصرة أول ما قدم عليهم، كانوا يَعْدون في الطرقات خلفه في طلب الحديث حتى يغلبوه على نفسه ويجلسوه في بعض الطريق فيجتمع عليه ألوف أكثرهم ممن يكتب عنه وهو إذ ذاك شاب لم يخرج وجهه (١)، ومرة أخرى يقدم البصرة فينادي المنادي يا أهل العلم قد قدم محمد بن إسماعيل، فيقومون فيرون شاباً لم يكن في لحيته شيء من البياض يصلي خلف الأسطوانة في جامع البصرة، ويسألونه الإملاء، فيجلس لهم بالغداة وقد حضر الفقهاء والمحدثون والحفاظ والنظار حتى اجتمع قريب من كذا وكذا ألف. (٢)

وفي بغداد يذكر مستمليه: صالح بن محمد البغدادي فيقول: كنت استملي له ويجتمع في مجلسه أكثر من عشرين ألف، ويذكر نحو هذا محمد بن يوسف بن عاصم، فيقول: رأيت لمحمد بن إسماعيل ثلاثة مستملين ببغداد وكان قد اجتمع في مجلسه زيادة على عشرين ألف رجل. (٣)

قال محمد بن يوسف الفربري (٤): سمع الصحيح من البخاري تسعون ألف رجل فما بقي أحد يروي عنه غيري. (٥)


(١) تاريخ بغداد للخطيب البغدادي ٢/ ١٥.
(٢) المصدر السابق.
(٣) تاريخ بغداد ٢/ ٤٠.
(٤) محمد بن يوسف الفربري: ابو عبدالله محمد بن يوسف بن مطر، سمع من البخاري الصحيح مرتين، شارك البخاري ومسلم في الرواية (ت ٣٢٠ هـ) شرح النووي صـ ١٠.
(٥) المصدر السابق ٢/ ٩.

<<  <   >  >>