للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وحيث يطلق أئمة السنة كلمة (الجهمية) فإنهم يعنون أتباع جهم ولمن قال ببعض أقواله أو بنى كلامه على ما أصَّله جهم فمن ذلك المعتزلة ومنهم بعض الصفاتية المثبتة المخالفة للجهمية لكن يردون بعض الصفات أو قالوا بتأويلها.

وقد كفّر الأئمة الجهمية الغلاة.

قال ابن المبارك: الجهمية كفار زنادقة، وقال أحمد بأن الجهمي إذا مات لا يرثه ولده.

وقد عقد البخاري لذلك فصلاً في أول (خلق أفعال العباد) وقال: نظرت في كلام اليهود والنصارى والمجوس فما رأيت أضل في كفرهم منهم وإني لاستجهل من لا يكفرهم إلا من لا يعرف كفرهم.

وقال البخاري أيضاً: ما أبالي صليت خلف الجهمي والرافضي أم صليت خلف اليهود والنصارى ولا يسلم عليهم ولا يعادون ولا يناكحون ولا يشهدون ولا تؤكل ذبائحهم. (١)

وأصحاب كتب الفرق يجعلون الجهمية تارة قسماً من إحدى الفرق الكبرى كالمرجئة كما فعل الأشعري وتارة من الجبرية كما فعل الشهرستاني والبغدادي وهناك من يجعلهم فرقة واحدة ثم يعدد لهم فرق أوصلها بعضهم إلى اثنتي عشرة فرقة ذكروا منها المعطلة والمريسية والزنادقة والواقفة واللفظية وهكذا كل فرقة زادت شيئاً أو تميزت.

وسيأتي الكلام أثناء البحث - بحول الله - عن أقوالهم وشبههم والرد عليها. (٢)


(١) انظر كلام الأئمة وكلام البخاري في خلق أفعال العباد للبخاري (٢٩ - ٤٠).
(٢) انظر في هذه الفرق مقالات الأشعري (١/ ٢١٣) والملل والنحل (٣٦) والفرق بين الفرق (٢٥).

<<  <   >  >>