للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

بالوحي الذي جاء به النبي - صلى الله عليه وسلم - قال تعالى: {قل إن ضللت فإنما أضل على نفسي وإن اهتديت فبما يوحي إليّ ربي} سبأ ٥٠.

وقال عبد الله بن رواحة والنبي - صلى الله عليه وسلم - يسمع ويردد معه. . "والله لولا الله ما اهتدينا" وذلك عند بناء مسجد الرسول - صلى الله عليه وسلم -.

وقد تكلم الناس في أصل المعرفة بالخالق سبحانه. . هل هي فطرية أم نظرية؟ . وترتب على هذا اختلاف آخر وهو: هل النظر واجب أم لا؟ على أقوال:

الأول: أن النظر واجب وأن المعرفة بالصانع متوقفة عليه. وهو قول الجهمية وطوائف من المتكلمين كالجو يني وحكى الإيجي الإجماع على ذلك وهو المشهور عند المعتزلة. (١)

الثاني: يمكن حصول المعرفة بدون النظر لكنه طريق صحيح وهو قول أبي سليمان الخطابي (٢) والقاضي أبي يعلى (٣) وأبي جعفر السمناني. (٤)

والثالث: أنه ليس بواجب مطلقاً وهو قول ابن حزم وقد شدد اللهجة في إنكاره وقال: "فلقد بقينا سنين كثيرة لا نعرف الاستدلال ولا وجوهه ونحن ولله الحمد في غاية اليقين بدين الإسلام، وكل ما جاء به محمد - صلى الله عليه وسلم - نجد أنفسنا في غاية السكون إليه، وفي غاية النفار عن كل ما يتعرض فيه بشك. (٥)


(١) المواقف للايجي صـ ٢٧.
(٢) حمد بن محمد الخطابي، فقيه محدِّث شرح البخاري وسنن أبي داود (ت ٣٨٨ هـ) الأعلام (٢/ ٢٧٣).
(٣) محمد بن الحسين الفراء، عالم عصره في الأصول والفروع وشيخ الحنابلة في وقته ت (٨٥٤ هـ) الأعلام (٦/ ٩٩).
(٤) محمد بن أحمد السمناني، قاضي حنفي كان مقدم الأشعرية في وقته توفي (٤٤٤ هـ) الأعلام (٥/ ٣١٤).
(٥) الفصل لابن حزم (٤/ ٧١).

<<  <   >  >>