للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقال السعدي -رحمه الله تعالى-: (الرزاق) لجميع عباده فما من دآبة إلاّ على الله زرقها، ورزقه لعباده نوعان:

١ - رزق عام شمل البر، والفاجر، والأولين والآخرين، وهو رزق الأبدان.

٢ - الرزق الحلال: وهو رزق القلوب وتغذيتها بالعلم والإيمان والرزق الحلال الذي يعين على صلاح الدين، وهذا خاص بالمؤمنين على مراتبهم منه بحسب ما تقتضيه حكمته ورحمته. (١)

وقد أنكر الله تعالى على المشركين عبادتهم للأوثان والأصنام مع إنها لا تملك لهم رزقاً فقال: {ويعبدون من دون الله ما لا يملك لهم رزقاً من السموات والأرض شيئاً ولا يستطيعون} النحل ٧٣، ومثله قوله تعالى: {الله الذي خلقكم ثم رزقكم ثم يميتكم ثم يحييكم هل من شركاءكم من يفعل من ذلكم من شيء سبحانه وتعالى عما يشركون} الروم ٤٠، أي لا يقدر شركاؤكم على شيء من ذلك، بل لو أمسك الله سبحانه الرزق عن الناس، فلا يملك أحدٌ أن يفتحه عليهم من دون الله، كقوله {أمن هذا الذي يرزقكم إن أمسك رزقه} (٢) الملك ٢١، ورزقه تبارك وتعالى بلا مشقة ولا كلفة ولا تخصيص لأحد دون أحد، بل {الله لطيف بعباده يرزق من يشاء وهو القوي العزيز} الشورى ١٩، ومنه حديث الباب عن أبي موسى الأشعري -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " ما أحد أصبر على أذىً سمعه من الله يدّعون له الولد ثم يعافيهم ويرزقهم) ومعناه أن الله واسع الحلم حتى مع الكافر الذي ينسب له الولد فهو يعافيه ويرزقه.


(١) تفسير السعدي ٥/ ٣٠٢.
(٢) انظر نحوه في تفسير الطبري ٢٩/ ٦.

<<  <   >  >>