للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الذين أنتجوه واعتمدوا في أكثره على القرآن الكريم لم يفهموا مراد الله ولا عرفوا مقصوده، فكيف لهم أن يستنبطوا منه هذه الأحكام والمسائل وهم لم يعرفوا الآرامية، وهي الشرط عند أصحاب هذا الزعم لفهم القرآن؟ وكيف سنثق بتراثنا الفقهي المبني على الكتاب والسنةِ إذا كان أعلامُهُ لم يفهموا كلام الله؛ لأننا نعرفُ أن أكثرهم لم يدرس الآرامية ولم يشتغل بها.

٣ - ويقتضي هذا الزعمُ أن دارس الآرامية يفهم القرآن أكثر من دارس العربية المختص بها! وعندئذٍ لا معنى لقوله تعالى: ﴿قُرْآنًا عَرَبِيًّا غَيْرَ ذِي عِوَجٍ﴾ [الزمر: ٢٨]!! ولا معنى لأحد عشر آيةً نصتْ على عربية القرآن! بل يصدقُ عليه حينئذٍ أنه قرآن آراميٌّ غير ذي عوج!

٤ - ويقتضي هذا الزعم أن نتحير في التعامل مع حديث النَّبي ، فما الذي سنفعله بالحديث النبويِّ الذي جاء بذات الألفاظ الموجودة في القرآن، هل سنزعمُ أيضًا أنه ذو جذور آرامية ونفسره على هذه الوجه؟ أم سنجري الحديث النبوي على مقتضى العربية ونقتصر في التفسير الآرامي على القرآن الكريم فيكون لدينا معنيان متعارضانِ للفظِ الواحدِ؟ الحور العين مثلًا في الحديث النبوي هل هي العنب كذلك كما يزعمه أصحابُ المدخل الآرامي؟ وهل نتكلف تفسيرها بهذا؟ وماذا عن قوله : (له سبعون من الحور العين)؟ هل هي سبعون حبة عنب؟ أم سبعون عنقودًا؟ أم سبعون جفنة؟ وإذا كانت سبعين عنبة .. فماذا عمن نُصَّ أنَّ له اثنتين من الحور العين؟ هل سيكون نصيبه في الجنة عنبتينِ مثلًا؟ وهل هذا غايةُ نعيمه؟! وكيف نصنع بقوله : (زوجتان من الحور العين)، زوجتانِ من العنب مثلًا؟ وقوله في صفة الحور العين: (ولنصيفها على رأسها خير من الدنيا وما فيها)، والنصيف الخمار، كيف نفهمه؟ وهل تلبس العنبةُ خمارًا ثم يكون خمارها خيرًا من الدنيا وما فيها؟

<<  <   >  >>