لم تكن دعوةُ الأَنبياء مقصورة على بيان الحق وإيضَاحِه فحسْب، بل جمعوا إلى ذلك هدم الباطل، وتقويض صروحه، وإعلانِ البراءة منه، ومن أتباعه، وبيان وجهه القبيح.
لقد قال الخليل لقومه: ﴿أفٍ لكم ولما تعبدون من دون الله﴾ [الأنبياء: ٦٧]، وقال موسى: ﴿رب بما أنعمت عليَّ فلن أكون ظهيرًا للمجرمين﴾ [القصص: ١٧].
ومن أصول الدين العظيمة الحبُّ في الله، والبغض في الله.
[سورة الشعراء]
إياك أن تهون من الوعظ، وترقيق القلوب:
فإنَّ قومًا بلغت بهم الحال إلى أن صارت مواعظ الله، التي تذيب الجبال الصُّم الصلاب، وتتصدع لها أفئدة أولي الألباب، وجودها وعدمها - عندهم - على حد سواء = لقوم انتهى ظلمهم، واشتد شقاؤهم، وانقطع الرجاءُ من هدايتهم.
ولهذا قالوا: ﴿سواء علينا أوعظت أم لم تكن من الواعظين﴾ [الشعراء: ١٣٦]!