للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

مقدِّمَةُ الإصدار الثاني

الحمد لله الكريم الوهَّاب، الرحيم التواب، غافرِ الذنبِ وقابلِ التوبِ شديد العقاب ذي الطَّوْلِ لا إله إلا هو إليه المصير، والصلاة والسلام على النَّبي الأوَّاب، مُبَلِّغِ الكتاب، وعلى الآل والأصحاب، صلاةً تدوم إلى يوم الحساب، ويكون لنا بها عند الله زُلفَى وحسن مآب، وبعد:

لقد دعت الحاجة إلى كتابة العلم لأهل العصر باللغة التي تناسبهم، وبالأسلوب الذي لا يجدون معه وحشة، وهذا ليس ببعيد عن صنيع علمائنا المُتَقَدِّمِين، قال الإمام الوَاحِدِي (ت: ٤٦٨): «إني كنت قد ابتدأت بإبداع كتاب في التفسير لم أُسبق إلى مثله، وطال علي الأمر في ذلك لشرائط تقلدتها، ومواجب من حق النصيحة لكتاب الله تعالى تحملتها، ثم استعجلني قبل إتمامه والتقصِّي عمَّا لزمني من عهدة أحكامه نفر متقاصرو الرغبات … إلى إيجاز كتاب في التفسير، يقرب على من تناوله، ويسهل على من تأمَّله من أوجز ما عُمِل في بابه وأعظمه فائدة على متحفظيه وأصحابه.

وهذا كتاب أنا فيه نازل إلى درجة أهل زماننا تعجيلًا لمنفعتهم، وتحصيلًا للمثوبة في إفادتهم ما تمنَّوه طويلًا، فلم يغن عنهم أحد فتيلًا» (١).


(١) الوجيز، للواحدي: (٨٥)، بتصرف، وانظر: خصائص التراكيب، محمد أبو موسى: (٥٥).

<<  <   >  >>