فقد نُسِخ فرض قيام الليل الكائن في أول الإسلام، وأصبح مستحبًا كما ورد في آخر السورة المباركة.
ثانيًا: دلالة الإجماع.
فقد أجمع العلماء على وقوع النسخ في القرآن، وإن اختلفوا في تفصيل الآيات المنسوخة، وهذا الإجماع من أقوى مراتب الإجماع، لأنه إجماع الصحابة ﵃، وسائر من بعدهم من علماء المسلمين.
وقد نص الصحابة أنفسهم، وهم أعلم الناس بالقرآن والسنة على أهمية تعلم الناسخ والمنسوخ.
وقد ألَّف العلماء مؤلفات كثيرة في علم (الناسخ والمنسوخ) وهذا دليل عملي على أهمية هذا العلم، ومن باب أولى على وقوعه، ووجوده.
ومن أمثلة ما أجمع العلماء على نسخه: نسخ إيجاب الصدقة بين يدي رسول الله الثابت في قوله تعالى: ﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نَاجَيْتُمُ الرَّسُولَ فَقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْوَاكُمْ صَدَقَةً ذَلِكَ خَيْرٌ لَكُمْ وَأَطْهَرُ فَإِنْ لَمْ تَجِدُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ﴾ [المجادلة: ١٢].