اعلم أن القرآن لم يجمع بين دفتين زمن النَّبي ﷺ، مع أنه كان يكتب بين يديه؛ لأن الحاجة لم تدع إلى ذلك، ولأن القرآن ما زال ينزل ويضاف إليه، وينسخ منه.
ولما دعت الحاجة - وهي كثرة موت القراء في موقعة اليمامة - كان الجمع الأول للقرآن في عهد أبي بكر ﵁، وقد قام بعملية الجمع زيد بن ثابت ﵁، وقد اتكأ زيد على الأساسين اللذين كانا قد جمع بهما القرآن زمن النَّبي ﷺ، وهما:
١ - صُدور الرجال.
٢ - الصُّحف المفرقة وما يشبهها من أدوات الكتابة.
ويمكننا تلخيص مميزات هذا الجمع في النقاط التالية:
(١) أن كتابته قامت على أدق وسائل التثبت والاستيثاق.
(٢) أنه جُمع في مصحف واحد مرتب الآيات والسور.
(٣) اقتصاره على ما لم تنسخ تلاوته، وتجريده مما ليس بقرآن.