الافتراءُ على الله تعالى وطمس الحق عادة الطغاة والذين يشرعون لهم، والله يُذْهِبُهُ ويمحقُه، متاعٌ قليلٌ، ويذيقُهم الله العذاب الشديد المؤلم.
[سورة هود]
(١) قال هود لقومه: ﴿إنِّي أُشْهِدُ الله واشْهَدُوا أَنِّي بَرِيءٌ ممَّا تُشْرِكُونَ * مِنْ دُونِهِ فَكِيدُونِي جَمِيعًا ثُمَّ لا تُنْظِرُونِ﴾ [هود: ٥٤ - ٥٥].
إنَّ هذه آية من آيات الله في أنصار الحق، وعبرةٌ من العبر، من آيات الله فيهم أن يزيل من قلوبهم هيبة الظالمين، وخشية المفسدين؛ «لأنَّ قلوبهم امتلأت بالخشية من الله والخوف منه، ولأنَّهم واثقون بضعف كيد الشيطان، وأنصار الباطل، وقد أرانا الله - تعالى - أنَّ الباطل لَجْلَج، وأنَّ الحق واضح أَبْلَج، وأنَّ العاقبة لأوليائه، والخذلان لأعدائه، وقدوتنا الحسنة في ذلك أئمة الهدى، وهداة البشر، مَنْ اختارهم الله - تعالى - لقيادة الناس، وسعادة الإنسانية، فهم الذين يرسمون لنا طريق الدعوة، ويعرفوننا الاستهانة بالباطل، وإكبار الحق، ومن أجل ذلك كانوا أشجعَ الناس قلوبًا، وأوثقهم عقيدة، وأربطهم جأشًا، تضطرب الأرض ومن عليها بفساد المفسدين وهم لا يضطربون، وتضجُّ من هول الجبابرة