للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وفيه أيضًا ما لا يدرك بالوجدان ولا بالشعور، كالوقائع التاريخية، والحقائق الدينية الغيبية، والتي جاءت في القرآن بصورة مفصلة، والإخبار بالأمور المستقبلية، والتي وقعت كما أخبر.

الحجة الثالثة: أنَّه لم يأخذ القرآن عن معلم.

لا يمكن أن يكون القرآن قد أُخِذَ عن معلم، لأنَّ قوم النَّبي كانوا من الجهل بحيث لا يمكن أن يكون أحدهم معلمًا لمحمد ، ولو فرضنا أن فيهم من يصلح لذلك، فلم لم يأخذوا عنه كما أخذ محمد بدلًا من مقارعته بالسيوف؟!

ومن المستحيل أن يكون القرآن قد أُخِذَ عن اليهود والنصارى، ولينظر قائل تلك المقالة إلى حديث القرآن عن أهل الكتاب، وذكره لهم، وكيف يصوِّر القرآن علومهم بأنها الجهالات، وعقائدهم بأنها الخرافات، وأعمالهم بأنها الجرائم والمنكرات.

وفي القرآن ما لا يوجد في كتب أهل الكتاب، كقصة هود وشعيب ، فمن أين أتى بها؟!

ولا يمكن أن يكون القرآن قد أُخِذَ عن شعر بعض العرب، كأمية بن أبي الصلت وغيره، لأن القرآن نفى أن يكون شعرًا، ولأن في الشعر ما لا يوجد في القرآن، كوصف الخمر، ونحوها، ولأن العرب لم يدَّعِ أحدٌ منهم أن القرآن مسروق أو منحول من الشعر الموجود في ذلك العصر أيًّا كان قائله.

الحجة الرابعة: التَّحدِّي وعجز العرب.

لقد تحدى القرآن العرب، وكرر التحدي عليهم أن يأتوا بمثل القرآن، وظل يتدرج بهم إلى أن وصل أن يأتوا بسورة من مثل القرآن، فعجزوا.

<<  <   >  >>