للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

* بيان موقف ابن مسعود من جمع القرآن.

بداية لا بد من التنبيه إلى أن ابن مسعود لم يعترض على نفس الجمع، ولم يعترض على المجموع، وإنما عرض له إشكال في طريقة الجمع في عهد عثمان .

ودليل ذلك: أنه لم يرد أن ابن مسعود اعترض على جمع أبي بكر .

فالحاصل: أنه قد ورد اعتراضه على جمع عثمان في عدَّة أمور، منها: أنه قد استُثْنِيَ من لجنة الجمع، وأنه لم يكن يثبت المعوذتين في مصحفه.

وإنما اختار عثمان زيدًا لأجل أنه هو المختار في الجمع الأول، ولاختصاصه عن ابن مسعود بالكتابة واشتهاره، بينما اشتهر عبد الله بالإقراء والقراءة، وفعل عثمان متعلق بالرسم، وليس بالقراءة، فإن عثمان لم يمنع أحدًا من القراءة، ولم يفرض على أحدٍ من الصحابة قراءة بعينها دون أخرى.

كما كان ابن مسعود في ذلك الوقت كبير السن، بينما كان زيد في شبابه، ومثل هذا يجعله أقدر على حمل أعباء تلك المهمة، مع اعتبارات أخرى.

وقد ثبت عن ابن مسعود أنه تمسك بقراءته لا غير، وما ورد أنه أمر الناس أن يمسكوا مصاحفهم ونحو ذلك لا يثبت أمام النقد والتمحيص، ولو ثبت فإنه خطأ منه، ولا يؤثر بحمد الله على صحة النص القرآني، لأن الصحابة أجمعوا عليه، ولأن ابن مسعود لم يعترض على شيء فيه.

أما ما ورد عنه من أنه لم يكن يرى أن المعوذتين من القرآن، وكان يرى أن الله تعالى أنزلهما للتعوذ فقط (على جهة الدعاء فحسب) حاول بعض العلماء

<<  <   >  >>