للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

نفي ثبوته، وأوله بعضهم بتأويلات متكلفة، والذي أرتضيه: أنه قد ثبت عنه ذلك، وهذا خطأ منه ، وخالف بذلك قول الصحابة جميعًا، وإجماع المسلمين بعده .

فحاصل الأمر: أنه لم يعلم، وغيره قد علم، ومن علم حجة على من لم يعلم، وهذا مما يسوغ في هذا الزمان، ولا يقال: إنَّه قد حضر العرضة، إذ يمكن أن يكون حضوره لبعضها، أو أنَّه حضرها وظنها دعاءً لا من القرآن.

وليس بمستغرب أن يخفى بعض العلم على بعض الصحابة، ولا بد من التنبه إلى أن المعوذتين أنزلتا في المدينة، ولم ينكر ابن مسعود أنهما أنزلتا من الله، لكنه كان لا يرى قرآنيتهما فحسب، فهذا ظن ظنه، وبان خطؤه بإجماع الأمة.

وقد ذكر بعض العلماء أن ابن مسعود رجع عن ذلك، وأن الأسانيد الإقرائية إليه فيها إثبات المعوذتين، والله أعلم.

* مراجع إثرائية:

١ - قضية الجمع القرآني، أحمد سالم، ط. مركز تفكر للبحوث والدراسات.

٢ - جمع القرآن، د. أكرم الدليمي، ط. دار الكتب العلمية.

٣ - تحقيق موقف الصحابي الجليل عبد الله بن مسعود من الجمع العثماني، د. محمد الطاسان، ط. كرسي القرآن وعلومه.

<<  <   >  >>